للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مَنْ يستقبلهم؟

إذا وصلوا إلى أرضِ المحشرِ عِطاشاً يتلمَّظون يكون الأنبياءُ قد سبقوا أُمَمَهم إليها، فيستقبلُ كلُّ نبيٍّ أُمتَه، وكلُّ نبيٍّ له حوضٌ وأكبرُ الأحواضِ حوضُ نبيِّنا محمد حيث قال: «إنَّ لكلِّ نبيٍّ حوضاً وإنهم ليتباهوْن أيُّهم أكثرُ واردة؟! وإنِّي أرجو أن أكونَ أكثرَهم واردة» (١).

وهناك يقفُ رسولُ الله على مِنبرِه حيث يُرفَع منبرُه الشريفُ الذي كان يخطبُ عليه فيُنصبُ على حوضِه (٢) ينادي أمتَه وكأنَّه يلوِّح إليهم بيده ألا هَلُمُّوا .. ألا هَلُمُّوا. وها هي أمَّتُه الآن قادمةٌ إليه حثيثةٌ بعضُهم يركبُ وبعضُهم يمشي وبعضُهم يمشي على وجهه.

- وكلٌ يدَّعي وصْلاً بليلَى - كلٌّ يدَّعي أنه من هذه الأمةِ والحوضُ واسعٌ، والقومُ قد بلغ بهم العطشُ مبلغَه قال : «لَتزدَحِمَنَّ هذه الأمةِ على الحوضِ ازدحامَ إبِلٍ وردتْ لخمسٍ» (٣).


(١) الترمذي وقال حديث غريب وصححه الألباني في الصحيحة ورقمه ٢٤٤٣.
(٢) ففي الحديث «ومنبري على حوضي» البخاري ورقمه ٦٢١٦.
(٣) صحيح الجامع وحسنه الألباني. (وردت لخمس أي حُبست عن شرب الماء خمسة أيام).

<<  <   >  >>