للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تطاير الصحف ..

ذهب المكذبون الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، وفُرغ من الفصل بينهم وبقي أتباع الرسل ومنهم الذين أشركوا مع الله والمنافقون ومن ادعى أنه من هذه الأمة ولكنه حرّف وبدّل.

تتطايرُ الصحفُ فكلٌّ يأخذُ كتابَه .. فها قد انتهت الدنيا .. وانتهى وقتُ الامتحانِ وجاء يومُ الحصادِ فآخذٌ كتابَه بيمينِه، وآخذٌ كتابَه بشمالِه، وآخذٌ كتابَه من وراء ظهرِه، فأما مَنْ أخذَه بيمينِه فيصيحُ فرِحاً مسروراً ﴿هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ ١٩ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ ٢٠﴾ [الحاقة: ١٩ - ٢٠]. لقد كان على يقينٍ بأنه سيُلاقي ذلك الجزاءَ فإنَّ الله لا يُضيعُ أجرَ من أحسنَ عملاً فهو اليومَ رافعٌ رأسَه بابتهاجٍ في أسعدِ موقفٍ مرَّ عليه منذ يوم خُلقَ … أين تلك اللحظاتُ المفعمةُ بالفرحةِ والسرورِ يوم أن تَخرّج من الجامعةِ بل يوم زواجِه، لا بل يوم أن تَحققَ حلمُه الجميلُ وبنى بيتاً جميلاً وعاش فيه أيامَه القلائلَ في تلك الدارِ الفانيةِ .. كل تلك الأفراحِ تضمحِلُّ وتتلاشَى يوم الفرحِ الأكبرِ والسعادةِ الأبديةِ. أما الظالِمُ لنفسِه الموحِّدُ من أصحابِ الكبائرِ والمقصِّرين في الفرائضِ فإنَّه يأخذُ كتابَه بشِمالِه ويشعر بالخزْيِ والعارِ وظلمِ النفسِ.

<<  <   >  >>