بقدرِ ما في قلبِك من إيمانٍ يكونُ حجمُ النورِ بين يديْك ولا يُضيءُ هذا النورُ إلاَّ لك وحدَك .. فمن الناسِ من يُعطَى نورَه مثلَ الجبلِ العظيمِ يسعَى بين يديْه .. ومنهم من يُعطَى نورَه أصغرَ من ذلك ومنهم من يُعطَى نورَه كالنخلةِ بيدِه ومنهم من يُعطَى أصغرَ من ذلك حتى يكونَ آخرُهم رجلاً يُعطَى نورَه على إبْهامِ قدمِه يضيءُ مرةً ويُطفَأُ مرةً.
ثم يُؤمرُ الناسُ بالجوازِ على الصراطِ المنصوبِ فوقَ جهنمَ السوداءِ فيمرُّون على قدرِ نورِهم وبقدر ما في قلوبهم من إيمان تكون مهارتهم في سرعة العبور، فمنهم مَنْ يَمرُّ كطرفِ العينِ ومنهم من يَمرُّ كالبرقِ ومنهم مَنْ يَمرُّ كالسحابِ ومنهم مَنْ يَمرُّ كانقضاضِ الكوكبِ ومنهم مَنْ يَمرُّ كالريحِ ومنهم من يَمرُّ كشدِّ الفرسِ ومنهم من يَمرُّ كشدِّ الرجُل حتى يَمرُّ الذي يُعطَى نورَه على إبْهامِ قدمِه فإذا أضاءَ قدّمَ قدمَه ومشى وإذا أُطفئَ توقف، يَحبُو على وجهِه ويديْه ورجليْه يَجُرُّ يداً وتَعلقُ يدٌ .. ويَجُرُّ رجلاً .. وتعلقُ رجلٌ وتصيبُ جوانبَه النارَ ..