للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[مقدمة]

الحمدُ لله الذي خلقَنا فسوَّانا، وبشرعه الحنيف امتحن طاعتنا وتقوانا، وجعلَ لنا أجَلاً لا ريبَ فيه لتُجزَى كلُّ نفسٍ بما عمِلتْ ويزيدَ المحسنين مِنْ فضلِه بِراً وإحساناً. وأصلِّي وأسلِّم على الرحمةِ الْمُهداة، وصاحبِ المقامِ المحمودِ والشفاعةِ العُظمى ومَن اهتدَى بِهُداه، وسار على نهجه واقتفاه، إلى يوم الدين .. آمين.

وبعد .. فإنَّ إلهنا العظيم ربّ السمواتِ والأرضِ وما فيهنَّ هو الذي خلقَنا وإليه مَآلُنا ومرجِعُنا .. فيا ابنَ آدمَ اعملْ ما شئتَ فإنَّك موقوفٌ بين يديْه غداً، طوْعاً أو كَرهاً، وعملُك معروضٌ عليه لا محالة، فيا لسعادة الفائزين ويا لتعاسة الجاحدين.

وقد قضى اللهُ أمراً كان مفعولاً .. أمراً لا مَردَّ له .. وهو أن يَخلقَ هذا الإنسانَ ويجعلَ حياتَه خالدةً دائمةً، وأنْ يجعلَ حياتَه مُقسَّمةً إلى مراحلَ أربعةٍ ينتقلُ فيها من حالٍ إلى حالٍ ومن مرحلةٍ إلى أخرى.

فالمرحلةُ الأولى: هي الحياةُ الدنيا وهي دارُ الابتلاءِ والامتحانِ والعملِ.

<<  <   >  >>