للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعلى الحوضِ حراسةٌ مشددَّةٌ فحُرّاسُه كرامٌ برَرةٌ لا يَعصُون الله ما أمرَهم قد وُكِّلوا بكلِّ من لا يستحقُّه أن يَنبذوه، ويدفعونه عن الحوضِ بعصيٍّ من نارٍ وبكلِّ من هو أهلٌ له أن يَحتفُوا به ويُكرموه فيراهم الرسولُ وهم يَدفعون أقواماً فيقولُ أمتي .. أمتي، فيقولون إنَّهم ليسوا من أمَّتِك لا تدري ما أحدَثوا بعدك فيقول: سُحقًا سُحقًا.

ففي الحديث: «إني فَرَطُكُمْ على الْحَوْضِ من مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ وَمَنْ شَرِبَ لم يَظْمَأْ أَبَدًا لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ ويعرفونني ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَأَقُولُ إِنَّهُمْ مِنِّي فَيُقَالُ إِنَّكَ لَا تَدْرِي ما أَحْدَثُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي» (١).

حسناً .. هاهو الحوض يلوح من بعيد، وتتفاوت سرعة القادمين إليه فهذا الذي كان يمشي متباطئاً إلى الصلاةِ سيكون كذلك في الوصولِ إليه، وذاك الذي كان يُسارعُ لإدراكِ تكبيرةِ الإحرامِ، فمن شدةِ حرصِه على طاعةِ ربِّه تجدُه راكباً في المقدمةِ فمنهم من يصلُ سريعاً ومنهم من يستغرقه الوقت.

وها هو الوفدُ الكريمُ، وفد السابقين وهم السبعون ألفاً الذين يدخلون الجنةَ بغيرِ حسابٍ ومنهم فقراءُ المهاجرين لا ينْزِلون عن رواحلِهم منذ خرجوا من قبورِهم فيكونون أول الشاربين وفي مقدَّمتِهم


(١) صحيح البخاري ورقمه ٦٢١٢.

<<  <   >  >>