للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وكما أن أصحابَ المعاصي يَحملون أوزارَهم على ظهورِهم، فإن أهلُ الطاعاتِ تحملُهم طاعاتُهم فلعلها تُشكَّلُ لهم في هذا اليوم على هيئةِ النُّوقِ فيركبونَها والله أعلم.

ففي تفسير الطبري: (إن المؤمنَ إذا خرجَ من قبرِه استقبلَه عملُه في أحسنِ صورةٍ وأطيبِها رِيحاً فيقول له هل تعرفُني فيقول لا، إلاَّ أنَّ الله قد طيَّبَ رِيحَك وحَسَّنَ صورتَك، فيقول كذلك كنتَ في الدنيا أنا عملُك الصالحُ طالما ركبتُك في الدنيا فاركبْنِي أنت اليومَ وتلا: ﴿يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدا﴾ (١).

وهنا تكرمة خاصة أيضاً لأهل القرآن يستقبلهم ويُطمئنهم ففي الحديث: «يجيء القرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب يقول لصاحبه هل تعرفني؟ أنا الذي كنت أسهر ليلك وأظمئ هواجرك، وإن كل تاجر من وراء تجارته، وأنا لك اليوم من وراء كل تاجر، فيعطى الملك بيمينه، والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والداه حلتين لا تقوم لهما الدنيا وما فيها فيقولان يارب أنى لنا هذا؟ فيقال بتعليم ولدكما القرآن … » (٢).

* * *


(١) تفسير الطبري ج ٧/ ص ١٧٩.
(٢) الأحاديث الصحيحة للألباني ورقمه ٢٨٢٩.

<<  <   >  >>