للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الله إبراهيمُ (١)، يُكسَى حُلةً بيضاءَ تَكرِمةً من الله لأنه جُرّد في ذات الله حينما قذفه قومه في النارِ بالمنجنيقِ وقيل لأنه أول من لبس السراويل. ثم خليله محمدٌ يُكسَى حُلةً خضراءَ (٢) ثم النبيون، وأهلُ القرآن يكسون حلّة الكرامة (٣) اللهم اجعلنا منهم ويكسى المؤذنون وأهل الحسبة والصلاح. هذه الزمرة المباركة (٤) قال الله تعالى في حقِّهم: ﴿يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدا﴾ [مريم: ٨٥].

عن النعمانِ بن سعدٍ قال كنا جلوساً عند عليِّ بن أبي طالبٍ فقرأ: ﴿يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدا﴾ قال: لا واللهِ ما على أرجلِهم يُحشَرون ولا يُساقون سَوْقاً ولكنهم يُؤتَوْن بنُوقٍ من نوقِ الجنةِ لم تنظر الخلائقُ إلى مثلِها، رِحالُها الذهبُ وأزِمَّتُها الزَّبَرجدُ فيقعدون عليها حتى يَقرعوا بابَ الجنةِ (٥).


(١) لحديث «أول من يكسى يوم القيامة إبراهيم … » رواه البخاري في صحيحه ٣١٧١.
(٢) قالَ : «يُبْعَثُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَكُونُ أَنَا وَأُمَّتِي عَلَى تَلٍّ فَيَكْسُونِي رَبِّي حُلَّةً خَضْرَاءَ … » رواه ابن حبان وقال الأرناؤوط صحيح على شرط مسلم ورقمه ٦٤٧٩.
(٣) ففي الحديث «يجيء صاحب القرآن يوم القيامة ثم يقول يا رب حَله فيلبس تاج الكرامة فيقول يا رب زده فيلبس حُلة الكرامة ثم يقول يا رب ارض عنه فيرضى عنه ثم يقال له اقرأ وارقأ ويزاد بكل آية حسنة» صحيح الجامع.
(٤) قال الحسن البصري: (أهل الصلاة والحسبة من المؤذنين أول من يكسى يوم القيامة) كنز العمال ج ٨/ ص ١٦٥، لعله يريد من أول من يكسى.
(٥) المستدرك على الصحيحين ج ٤/ ص ٦٠٩ وقال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وضعفه الأرناؤوط في مسند أحمد.

<<  <   >  >>