وإنْ لم تفِ هذه الأربعةُ بتمحيصِه وتخليصِه فلم تكن التوبةُ نَصوحاً وهي العامةُ الشاملةُ الصادقةُ ولم يكن الاستغفارُ كاملاً تاماً وهو المصحوبُ بمفارقةِ الذنبِ والندمِ عليه وهذا هو الاستغفارُ النافعُ لا استغفار مَنْ في يده قَدحُ السُّكْرِ وهو يقولُ أستغفرُ اللهَ ثم يرفعُه إلى فيه ولم تكن الحسناتُ في كميتِها وكيفيتِها وافيةً بالتكفيرِ ولا المصائبِ وهذا إمَّا لعِظَمِ الجنايةِ وإما لضعفِ الْمُمَحِّصِ وإما لهما مُحِّصَ في البرزخِ بثلاثةِ أشياءٍ:
أحدها صلاةُ أهلِ الإيمانِ الجنازةَ عليه واستغفارُهم له وشفاعتُهم فيه.
الثاني تمحيصُه بفتنةِ القبرِ وروْعةِ الفتَّانِ والعصرةِ والانتهارِ وتوابعِ ذلك.
الثالث ما يُهدِي إخوانُه المسلمون إليه من هدايا الأعمالِ من الصدقةِ عنه، والحجِّ، والصيامِ عنه وقراءةِ القرآنِ عنه والصلاةِ وجعلِ ثواب ذلك له، وقد أجمعَ الناس على وصولِ الصدقةِ والدعاءِ، قال الإمام أحمد لا يختلفون في ذلك وما عداهما فيه اختلاف والأكثرون يقولون بوصولِ الحجَّ، وأبو حنيفة يقولُ إنَّما يصلُ إليه ثوابُ الإنفاقِ، وأحمدُ ومَن وافقه مذهبُهم في ذلك أوسعُ المذاهب يقولون يصلُ إليه