معينةٍ بحسب جرمِهم وخطاياهم ومنهم من قد يصلُ إلى الحوضِ وقد تساقطَ ما عليه من ذنوبٍ، ومنهم من يُمنع من الحوض لعِظَم جُرمه فلا يكفّر عنه إلا في الموقف، ومنهم من لا تُكفِّر جرائمه إلا نار السموم وهذا ما أشار إليه ابنُ القيمِ ﵀ في طرقِ التمحيصِ والتخليصِ من الذنوبِ.
ولعلنا نوردُها هنا كاملةً للمنفعة:
قال ابن القيم ﵀: (فإذا طالع [العبدُ] جنايتَه شَمَّرَ لاستدراكِ الفارطِ بالعلمِ والعملِ وتخلَّصَ من رقِّ الجنايةِ بالاستغفارِ والندمِ وطلب التمحيصِ وهو تخليصُ إيمانِه ومعرفتِه من خَبَثِ الجنايةِ كتمحيصِ الذهبِ والفضةِ وهو تخليصُهما من خبَثِهما ولا يمكن دخولُه الجنةِ إلا بعد هذا التمحيصِ فإنها طيِّبةٌ لا يدخلُها إلا طيبٌ ولهذا تقولُ لهم الملائكةُ سلامٌ عليكم طبتم فادخلوها خالدين. وقال تعالى: ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ﴾ [النحل: ٣٢] فليس في الجنةِ ذرةُ خَبَثٍ.
وهذا التمحيصُ يكونُ في دار الدنيا بأربعةِ أشياءٍ: بالتوبةِ والاستغفارِ وعملِ الحسناتِ الماحيةِ والمصائبِ المكفِّرةِ، فإنْ مَحَّصتْه هذه الأربعةُ وخلَّصتْه كان من الذين تتوفاهم الملائكةُ طيبين يُبشِّرونَهم بالجنةِ وكان من الذين تتنَزَّلُ عليهم الملائكةُ عند الموتِ ﴿أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ٣٠ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ