للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ ٤٠ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ ٤١﴾ [عبس: ٤٠: ٤١].

﴿وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا﴾ [الإسراء: ٩٧].

أما الظالم الموحِّدُ فقد قيل إنَّ مَنْ قال لا إله إلا الله لا ينتكسُ على وجهِه وقيل بل يُحشَر مثلَهم لأنَّه عرف الحقَّ ثم أعرض عنه ففي الحديث «مُدمنُ الخمرِ إنْ مات لقيَ الله كعابدِ وثنٍ» (١) ولكنْ من سجدَ لله سجدةً قد لا ينتكسُ، وكيف ينتكس وقد ورد تكريمُ الله له في النارِ فيأمرُها ألاَّ تَمَسَّ مواضعَ السجودِ كما ثبتَ في الحديث (٢) والله أعلم.

٢) الصنفُ الثاني: وهم أهلُ اليمينِ يَمشون على أرجلِهم.

٣) الصنفُ الثالث: وهم فئةُ الرُّكبان لا يمشون بل يُحمَلون على النجائبِ وهي نُوقُ الجنةِ البيضُ عليها رِحالُ الذهبِ.

إننا لنلمسُ مثلَ هذه المفاضلةِ بين الناسِ في الدنيا ﴿انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلا﴾ [الإسراء: ٢١]. ففي الدنيا نجد الفئةَ المميَّزةَ هي فئةُ الأغنياءِ وأصحابِ المنصبِ والجاهِ فلهم عالَمٌ خاصّ .. لا يتساوَوْن فيه مع بقيةِ البشرِ؛ ففي المطاراتِ نجدُ لهم حجوزاتٍ خاصةً وغرفَ استقبالٍ تليقُ


(١) مسند الإمام أحمد، وقد ذكره الألباني بلفظ «مدمن الخمر كعابد وثن» وصححه في صحيح الجامع.
(٢) انظر الحديث في صحيح ابن ماجة للألباني ورقمه ٥١. وانظر فتح الباري ج ١١ ص ٣٤٠ باب من جاهد نفسه في طاعة الله.

<<  <   >  >>