.. مَا بَين ساحاتٍ لَهُم ومعاهد ... سُقِيَتْ من العَبَرات صَوْبَ عِهاد
ضَرَبُوا ببَطْن الواديينِ قبَابَهُمْ ... بَين الصوارمِ والقَنَا المُنْآد
والوُرْقُ تَهتِف حَولهمْ طرَباً بهمْ ... فِي كل مَحْنِيَةِ ترنَّمَ حادي
يَا بانةَ الْوَادي كفى حَزَناً بِنَا ... أَلا نُطارح غيرَ بانَةِ وَاد
أَيْن الظباءُ المُشرئبَّةُ بالضحى ... فِي مُنْحَنَاكِ وأينَ عَهْدُ سعادِ
وردوا وَمن بيضِ المناهل أدْمُعي ... ونأَوْا وَبَعض الظاعنين فُؤَادِي
فسَقَتْهُمُ حَيْثُ الْتَقت برِحالهم ... هُوُج الركاب روائحٌ وغوادي
ينهلُّ وابِلُها كَمَا تنهلُّ منْ ... يُمْنَى أبي الْفضل الْكَرِيم أيادي
الأرْيحيِّ إِلَى السماحة مثل مَنْ ... يرتاح للْمَاء المُرَوَّقِ صادي
والمُعْتلي فَوق السِّماك أرُومةً ... والمُزْدَرِي فِي الحِلْم بالأطْوادِ
قاضٍ لَدُنْ يممَّتُ عدلَ قضائِهِ ... لم أُعْطِ جَوْر الحادثات قِيادي
متواضِعٌ لله يُرْفَعُ قدرُهُ ... عَن أَن يُقاسَ بِسَائِر الأمجاد
مَا قلد الْأَحْكَام دون تَقِيّ وَهل ... يتقلد الصمصمام دون نجادِ
طَلْق المحيَّا وَالْيَدَيْنِ إِذا احْتَبى ... وَإِذا حَبا رَحْبُ النَّدَى والنَّادِ
لَو أُلْبِسَ الليلُ البهيمُ خِلالَهُ ... لم تشْتَمل أرجاؤُه بحِدادِ
طابَ الثناءُ تضوُّعاً مِنْهُ على ... حُلْوِ الشَّمَائِل طيِّب الميلاد ...
وَمِنْهَا ... يَا غُرَّة الزَّمَن البَهيم وعصمة ... الرجل الطريد ونجْعَةَ المرتادِ ...