وَالْإِحْسَان كَأَن الْعَرَب استخلفته على لسانها أَو الْأَيَّام ولته زِمَام حدثانها وَأثْنى على سلفه وَوَصفه بمعاقرة الراح وَأنْشد لَهُ ... خليلي إِنِّي قد طربت إِلَى الكاس ... وتقت إِلَى شم البنفسج والأس
فقوما معي نَلْهُو ونستمع الْغِنَا ... ونسرق هَذَا الْيَوْم سرا من النَّاس ...
وَمن القلائد عَالم الأوان ومصنفه ومقرط الْبَيَان ومشنفه بتواليف كَأَنَّهَا الخرائد وتصانيف أبهى من القلائد حلى بهَا من الزَّمَان عاطلاً وَأرْسل بهَا غمام الْإِحْسَان هاطلاً ووضعها فِي فنون مُخْتَلفَة وأنواع وأقطعها مَا شَاءَ من إتقان وإبداع وَأما الْأَدَب فَهُوَ كَانَ منتهاه وَمحل سهاه وقطب مَدَاره وفلك تَمَامه وإبداره وَكَانَ كل ملك من مُلُوك الأندلس يتهاداه تهادي الْمقل للكرى والآذان للبشرى وَأنْشد لَهُ فِي خطّ ابْن مقلة ... خطّ ابْن مقلة من أرعاه مقلته ... ودت جوارحه لَو بدلت مقلا ...
وَمن رِسَالَة وَله الْمِنَّة فِي ظلام كَانَ أعزه الله صبحة ومستبهم غَدا شَرحه
٢٥٠ - أَبُو الْحسن حكم بن مُحَمَّد غُلَام أبي عبيد الْبكْرِيّ
من الذَّخِيرَة أَبُو الْحسن فِي وقتنا بَحر من بحور الْكَلَام قذف بدر النظام فقلده أَعْنَاق الْأَيَّام أحسن من أطواق الْحمام وَذكر أَنه من شعراء الدولة العبادية وزهد بعْدهَا فِي الشّعْر وَهُوَ مولى البكريين وَأنْشد لَهُ مَا يبين الْغَرَض مِنْهُ فِيمَا اخترته مِنْهُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute