١٠٠ - أَبُو الْمطرف عبد الرَّحْمَن بن بشر الْمَعْرُوف بِابْن الْحصار
من كتاب ابْن الْحَيَّانِ أَن اباه كَانَ حصارا وَبَنُو فطيس يدعوان ولاءه وَكَانَ يَبْدُو عَلَيْهِ مَذْهَب الشعوبية فِي دفع الْفَخر بالأنساب وَيَتْلُو {إِن أكْرمكُم عِنْد الله أَتْقَاكُم} وَلم يقبل الْقَضَاء حَتَّى نَاوَلَهُ عَهده بِيَدِهِ على بن حمود وَأقسم عَلَيْهِ وان عينه لتدمع وَكَانَ ماهرا بالحكومة لايعدله أحد من أهل زَمَانه فِي التوثيق واستنباط النَّوَازِل مَعَ حلاوة اللَّفْظ وَحسن الْخط يشف على الْفُقَهَاء بذلك مَعَ مساواته اياهم فِيهَا يحذقونه من الْفَتْوَى ويحفظونه من الْمسَائِل والكتب لَهُ فِي ذَلِك الْقدَم الثابته إِلَى مَا رزقه من ذكاء وجمال الْهَيْئَة وَتَمام الْآلَة والنزوع فِي أَبْوَاب من المعارف كَثِيره يجمل بهَا محاضراته
من رجل لئيم الخئولة شعوبي الرَّأْي هادماً الشّرف بِالْكُلِّيَّةِ ذِي عجرفة يزرى بِهِ التَّعْرِيض وَيُحب المماتنة الجالبة للعداوة أضاع قَضَاء الْفَرِيضَة وزهد فِي الرحلة على الصِّحَّة والثروة وَبِه اختتم كملة الْقَضَاء بالأندلس على علاته وَلم يزل بَنو حمود يقدمونه للْقَضَاء وَاحِدًا بعد وَاحِد واشتهر بالهوا فيهم وتناولته السعايات فَعَزله هِشَام المعتد المرواني وَهُوَ بالثغر قبل أَن يصل إِلَى قرطبة فَتَأَخر يَوْم الْأَرْبَعَاء لإحدى عشرَة بقيت من ذِي الْحجَّة سنة تسع عشرَة وَأَرْبَعمِائَة فَكَانَت مدَّته اثنى عشرَة سنه تسع وَعشرَة واربعمائة فَكَانَت مدَّته اثنى عشرَة سنة وَعشرَة أشهر وَأَرْبَعَة أَيَّام وَلم يزل خاملاً خَائفًا إِلَى أَن دفن بمقبرة الْعَبَّاس بعد صَلَاة الْعَصْر من يَوْم السبت لِلنِّصْفِ من شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة فَشهد الْخَلِيفَة هِشَام كالشامت بِهِ وَكَانَ الْجمع فِي جنَازَته كثيرا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute