للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنْ يدمج الحوادث والتراجم في العقود الأربعة الأولى من "تاريخ الإسلام"، بل لم يظهر لفظ "الطبقة" في العقود الثلاثة الأولى إطلاقًا، فقد انتقل من السنة العاشرة للهجرة إلى الحادية عشرة من غير إشارة إلى بدء طبقة جديدة (١)، وانتقل من سنة عشرين إلى سنة إحدى وعشرين من غير ذكر للطبقة أيضًا (٢). أما الطبقة الرابعة (٣١ - ٤٠ هـ) فقد ذكر عنوانها ولم نجد فحواها وفائدتها، فقد خلط الذهبيُّ الوفيات بالحوادث في هذا العقد خلط كتب الحوليات (٣).

ولننظر الآن إلى تنظيم الوفيات في هذه السنين الأربعين، إذا كان هناك من تنظيم، ففي المدة الواقعة (١ - ١١ هـ) ذكر الذهبي بعض الوفيات القليلة جدًّا ضمن الحوادث بحيث لا يشعر الباحث بأهميتها وترجم للنبيِّ ترجمة طويلة باعتبار وفاته حادثًا من حوادث سنة ١١ هـ (٤). وبعد أن تكلم على خلافة أبي بكر من ضمن حوادث هذه السنة وقصة الأسود العنسي، وجيش أسامة، وشأن أبي بكر مع فاطمة وأخبار الردَّةِ وما جرى فيها (٥)، ذكر وفاة فاطمة وبعض الصحابة (٦)، ولم يراع في ذكر هذه الوفيات أيَّ نوعٍ من أنواع التنظيم، لا من حيثُ قِدَم الوفاةِ ولا من حيث الترتيب على حروف المعجم غير ورودها في سنة ١١ هـ، أما في سنة ١٢ هـ فقد ذكر فيها مَنْ توفي في وقعة اليمامة من غير ترتيب (٧)، وذكر بعدها بعض الحوادث القصيرة (٨)، ثم عاد إلى الوفيات ثانية (٩)، ثم ذكر بعض الحوادث، وهكذا نجد تباينًا كبيرًا في التنظيم. وفي السنين التالية نجده يرتب بعض وفيات السنين على حروف المعجم كما هو في سنة ثلاث عشرة (١٠)، وأربع


(١) انظر ١/ ٤٧٧.
(٢) انظر ٢/ ١٢٣.
(٣) ٢/ ١٩٨ - ٣٨٢.
(٤) الورقة ١ - ١٧٠ (أيا صوفيا ٣٠٠٥) = ١/ ٤٧٩ - ٨٣٧ (من طبعتنا).
(٥) ٢/ ٥ - ٢٩.
(٦) ٢/ ٢٩ - ٣٥.
(٧) ٢/ ٣٦ - ٤٦.
(٨) ٢/ ٤٧.
(٩) ٢/ ٤٧ - ٤٨.
(١٠) ٢/ ٥٢ - ٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>