للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق، عن عمرو بن ميمون، سمعت أبا حاضر الحضرمي يحدث أبي: ميمون بن مهران قال: خرجت معتمرا سنة حوصر ابن الزبير. وبعث معي رجال من قومي بهدي. فلما انتهينا إلى أهل الشام منعونا أن ندخل الحرم فنحرت الهدي مكاني، ثم أحللت ثم رجعت. فلما كان من العام المقبل، خرجت لأقضي عمرتي، فأتيت ابن عباس فسألته، فقال: أبدل الهدي فإن رسول الله أمر أصحابه أن يبدلوا الهدي الذي نحروا عام الحديبية في عمرة القضاء. زاد فيه يونس عن ابن إسحاق قال: فعزت الإبل عليهم، فرخص لهم رسول الله في البقر (١).

وقال الواقدي (٢): حدثني غانم بن أبي غانم، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال: قد ساق النبي ، في القضية ستين بدنة. قال: ونزل رسول الله مر الظهران، وقدم السلاح إلى بطن يأجج، حيث ينظر إلى أنصاب الحرم. وتخوفت قريش، فذهبت في رؤوس الجبال وخلوا مكة.

وقال معمر، عن الزهري، عن أنس قال: لما دخل النبي . مكة في عمرة القضاء، مشى ابن رواحة بين يديه وهو يقول:

خلوا بني الكفار عن سبيله … قد نزل الرحمن في تنزيله

بأن خير القتل في سبيله … نحن قتلناكم على تأويله (٣)

كما قتلناكم على تنزيله … يا رب إني مؤمن بقيله

وقال أيوب، عن سعيد بن جبير، حدثه، عن ابن عباس: قدم رسول الله مكة، وقد وهنتهم حمى يثرب. فقال المشركون: إنه يقدم عليكم قوم قد وهنتهم الحمى، ولقوا منها شرا. فأطلع الله نبيه على ما قالوه، فأمرهم أن يرملوا الأشواط الثلاثة، وأن يمشوا بين الركنين. فلما رأوهم رملوا، قالوا: هؤلاء الذين ذكرتم أن الحمى وهنتهم؟! هؤلاء أجلد منا. قال ابن عباس: ولم


(١) دلائل النبوة ٤/ ٣١٩ - ٣٢٠. وأخرجه أبو داود (١٨٦٤). وانظر المسند الجامع حديث (٦٣٨٥).
(٢) المغازي ٢/ ٧٣٢، ودلائل النبوة ٤/ ٣٢٠ - ٣٢١.
(٣) دلائل النبوة ٤/ ٣٢٢.