يا ثارات الحسين، وهي كلمة تفرح بها الرافضة، والقرامطة إنما يعنون ابن زكرويه. وأظهروا الأعلام البيض ليستغووا رعاع الكوفيين، فخرج إليهم إسحاق بن عمران في طائفة، فأخرجوهم عن البلد.
وفيها زحف فاتك المعتضدي على الخلنجي، فانهزم إلى مصر، ودخل الفسطاط، وقتل أكثر أصحابه، وانهزم الباقون، واحتوى فاتك على عسكره، فاستتر الخلنجي عند رجل من أهل الفسطاط، فدل عليه، فأخذ في جماعة من أصحابه، وبعث به فاتك إلى بغداد، فوصلها في نصف رمضان، فأدخل هو وأصحابه على الجمال فحبسوا.
[سنة أربع وتسعين ومائتين]
توفي فيها: الحسن بن المثنى العنبري، وأبو علي صالح بن محمد جزرة، وعبيد العجل، ومحمد بن إسحاق بن راهويه الفقيه، ومحمد بن أيوب بن الضريس الرازي، ومحمد بن معاذ دران، ومحمد بن نصر المروزي الفقيه، وموسى بن هارون الحافظ.
وفي المحرم خرج زكرويه القرمطي من بلاد القطيف يريد قافلة الحاج، فجاء إلى واقصة، ثم اعترض قافلة خراسان، عند عقبة الشيطان، فحاربوه وترجلوا، فقال لهم: أمعكم من عسكر السلطان أحد؟ قالوا: لا. قال: فامضوا لشأنكم فلست أريدكم. فساروا، فأوقع بهم، وقتل الرجال، وسبى الحريم، وحاز القافلة. وكان نساء القرامطة يجهزن على الجرحى، فيقال: قتلوا عشرين ألفاً، وأخذوا ما قيمته ألف ألف دينار. وجاء الخبر إلى بغداد، فعظم ذلك على المكتفي والمسلمين، ووقع النوح والبكاء، وانتدب جيش لقتالهم، فساروا، وسار زكرويه - لعنه الله - إلى زبالة فنزلها، وكانت قد تأخرت القافلة الثالثة، وهي معظم الحجاج، فسار زكرويه ينتظرها، وكان في القافلة أعيان أصحاب السلطان، ومعهم الخزائن والأموال، وشمسة الخليفة، فوصلوا إلى فيد، وبلغهم الخبر، فأقاموا ينتظرون عسكر السلطان، فلم يرد إليهم أحد، فساروا، فوافاهم الملعون بالهبير، وقاتلهم يوماً إلى الليل، ثم عاودهم الحرب في اليوم