رامبور في الهند رقم (٣٥٣٣)، وعندي نسخة مصورة منه منذ أوائل ستينيات المئة الماضية، وهو في (٦٥٥) صفحة، ويشتمل على حوادث السنين (٥٨١ - ٧٠٠ هـ) مع انتقاء بعض التراجم المهمة. وقد توهم صديقنا الأستاذ فؤاد سيد يرحمه الله حينما ظنه المجلد الأخير من "تاريخ الإسلام (١) "معتمدًا في ذلك على طرته حيث جاء فيها: "تاريخ الإسلام للإمام الحافظ عمدة المؤرخين أبي عبد الله شمس الدين الذهبي رحمه الله تعالى المتوفى سنة سبع مئة ولست (كذا) وأربعين" ولا شك أن الذي كتب هذه الطرة قليل العلم لغلطه في اسم الكتاب وتاريخ وفاة المؤلف.
أما أشهر الذين اختصروا "تاريخ الإسلام" من النوع الثاني فهو أحمد بن محمد بن علي الحصكفي الحلبي المعروف بابن الملّا المتوفى سنة (١٠٠٣ هـ). وقد انتهى من تلخيص المجلد الأول منه في مطلع سنة (٩٨٤ هـ)، وقال في نهاية المجلد الأول:"ومن وقف على الأصل علم أن المتروك منه بالنسبة إلى المذكور أقل قليل". وتوجد من هذه النسخة سبع مجلدات في المكتبة الأحمدية بحلب تحمل الرقم (١٢١٩)، وقد نقلت اليوم إلى مكتبة الأسد بدمشق.
وفي خزانة كتب الأوقاف ببغداد نسخة منتسخة عنها كانت في المدرسة المرجانية ببغداد، تحمل الأرقام (٥٨٨٥) و (٥٨٨٦) و (٥٨٨٧) و (٥٨٨٨) و (٥٨٨٩) و (٥٨٩٠) و (٥٨٩١) و (٥٨٩٢).
ولا بد لي من التنبيه على أننا حين قيامنا بالمقابلة بين النسخ لم نعن بإيراد الاختلافات اليسيرة أو الإملائية ونحوها كما يفعل جمهرة المستشرقين ومن يحذو حذوهم من المحققين العرب لعدم جدوى ذلك، إنما كان هدفنا الوصول إلى النص الصحيح الذي نعتقد أن المؤلف كتبه في نسخته، موظفين خبرتنا العميقة في هذا الكتاب ومعرفتنا بمادته وأصوله، فأينما وجدنا النص مستقيمًا سرنا معه من غير إثقال للهوامش بتلك الاختلافات إلا في المهم. كما لم نثبت جملة من التحريفات والتصحيفات الواقعة في العديد من هذه المجلدات الموصوفة لعدم أهمية ذلك، لظهور الأمر عندنا ووضوحه. أما في