للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل (١): لو انقض (٢) أحد لما صنعتم بابن عفان لكان حقيقا.

وقال هشام (٣): حدثنا محمد بن سيرين، عن عقبة بن أوس، عن عبد الله بن عمرو قال: يكون على هذه الأمة اثنا عشر خليفة، منهم أبو بكر الصديق، أصبتم اسمه، وعمر الفاروق قرن من حديد، أصبتم اسمه، وعثمان ذو النورين، أوتي كفلين من الرحمة، قتل مظلوما، أصبتم اسمه. رواه غير واحد عن محمد (٤).

وقال عبد الله بن شوذب: حدثني زهدم الجرمي قال: كنت في سمر عند ابن عباس فقال: لأحدثنكم حديثا: إنه لما كان من أمر هذا الرجل - يعني عثمان - ما كان، قلت لعلي: اعتزل هذا الأمر، فوالله لو كنت في جحر لأتاك الناس حتى يبايعوك، فعصاني، وأيم الله ليتأمرن عليه معاوية، ذلك بأن الله يقول: ﴿وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا﴾ (٥)

وقال أبو قلابة الجرمي (٦): لما بلغ ثمامة بن عدي قتل عثمان - وكان أميرا على صنعاء - بكى فأطال البكاء، ثم قال: هذا حين انتزعت خلاف النبوة من أمة محمد، فصار ملكا وجبرية، من غلب على شيء أكله.

وقال يحيى بن سعيد الأنصاري (٧): قال أبو حميد الساعدي - وكان بدريا - لما قتل عثمان: اللهم إن لك علي أن لا أضحك حتى ألقاك.


(١) أخرجه ابن سعد ٣/ ٧٩، ومن طريقه ابن عساكر ٤٨٥.
(٢) وفي رواية: "انفض" بالفاء، أي: يتقطع ويتفرق، كما في (فضض) من اللسان. وفي المطبوع من طبقات ابن سعد: "ارفض" محرفة.
(٣) أخرجه ابن عساكر من طريق أبي أسامة، عنه ٤٨٦، وهشام هو ابن حسان.
(٤) منهم: أيوب السختياني، وعبد الله بن عون، وغيرهما، كما عند ابن عساكر.
(٥) أخرجه ابن عساكر في تاريخه ٤٨٦ - ٤٨٧، وانظر الدر المنثور للسيوطي ٥/ ٢٨٤.
(٦) أخرجه ابن سعد ٣/ ٨٠، وعنه ابن عساكر ٤٩١ من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عنه.
(٧) أخرجه ابن سعد ٣/ ٨١، وعنه ابن عساكر ٤٩١، من طريق حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد.