للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال أبو سعد السمعاني: هو شيخ عصره أبو علي الأندقي من أهل بخارى. وأندقى من قرى بخارى. ظهرت بركته على جماعة كثيرة من أهل العلم والدين، وكان صاحب طريقة حسنة في تربية المريدين ودعاء الخلق إلى الله تعالى، مع ما رزقه الله من صفاء الوقت، ودوام العبادة والرياضة، واتباع الأثر والسنة النبوية. وكان مهيبًا، حسن الكلام، يتكلم على الخواطر، وابتلي وامتحن، وظهر له جماعة من الخصوم ممن قصد قتله، فصبر ودفع الله عنه، وسلمه من أيديهم. ولد في ذي الحجة سنة ثلاث وستين وأربعمائة، وتوفي في السادس والعشرين من رمضان، وله تسع وثمانون سنة.

قلت: ذكره أبو سعد في الأنساب (١)، وفي معجم ولده.

وروى عنه ولده عبد الرحيم حديثًا واحدًا بروايته عن يوسف الهمذاني.

٤٥ - الحسن بن سعد، أبو شجاع ابن القواريري، البغدادي، البزاز، أخو يعيش بن سعد قاضي باب البصرة.

سمع ثابت بن بندار، وابن سوسن التمار.

قال ابن الأخضر: كان متكلمًا أشعريًا.

وقال السمعاني (٢): شيخ صالح.

وروى عنه هو، وابن عساكر، مات في شوال.

٤٦ - الحسن بن المبارك بن محمد الأديب، أبو الحسين ابن الخل، أخو الفقيه أبي الحسن محمد

شاعر ماجن ظريف، بديع النظم. روى عن أبي الخطاب الكلوذاني. روى عنه ابن عساكر وغيره، وهو القائل:

آه من قلة التجلد والصبـ … ـر وويلي من كثرة العذال

وبنفسي ذاك الغزال وحاشا … حسنه أن أقيسه بالغزال

والبديع الذي إذا بلبل الأصـ … ـداغ أعدى القلوب بالبلبال

عاش سبعين سنة، ومات في ذي القعدة (٣).


(١) في "الأندقي" منه.
(٢) في الذيل، كما يدل عليه مختصره لابن منظور، الورقة ١٩٩.
(٣) الظاهر أنه أخذ الترجمة من تاريخ ابن النجار، كما دَلّ عليه نقل الصفدي في الوافي ١٢/ ٢١٠ - ٢١١.