للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

سجلاً كلُّ سجلٍ مثلُ مَدِّ البصرِ ثم يقولُ أتُنكرُ من هذا شيئاً؟ أظلَمَك كَتَبَتِي الحافظون؟ فيقولُ لا يا ربِّ. فيقولُ أفلَك عذرٌ؟ فيقول لا يا ربِّ. فيقولُ بلى إنَّ لك عندَنا حسنةً فإنَّه لا ظلمَ عليك اليومَ؛ فتخرجُ بطاقةٌ فيها أشهدُ أنْ لا إله إلا اللهُ وأشهد أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه. فيقولُ أحضرْ وزنَك، فيقول يا ربِّ ما هذه البطاقةُ مع هذه السجلاتِ؟ فقال إنك لا تُظلم. قال فتوضَعُ السجلاتُ في كِفةٍ والبطاقةُ في كفةٍ فطاشت السجلاتُ وثقُلت البطاقةُ فلا يثقلُ مع اسم الله شيءٌ» (١).

٣ - الأعمالُ: تُوزَنُ الأعمالُ كذلك فتأتي الأعمالُ الحسَنةُ والخصالُ الحميدةُ مشرقةً وضيئةً وتأتي القبائحُ سوداءَ مظلمةً، قال : «ما من شيءٍ يوضعُ في الميزانِ أثقلُ من حُسنِ الخُلُقِ، … » (٢) وقال:

«كلمتان خفيفتان على اللسانِ ثقيلتان في الميزانِ حبيبتان إلى الرحمنِ سبحانَ اللهِ وبحمدِه سبحان اللهِ العظيمِ» (٣).

٤ - وهناك وزنٌ آخَرُ فالإنسانُ بذاتِه يُوزنُ ولكنه وزنٌ مُخالفٌ لما عهِدناه في الدنيا فلا يوزنُ منه شَحمُه ولَحمُه بل لا يُنظرُ إلى ذلك، فقد يأتي السمينُ البادنُ العظيمُ فلا يَزِنُ عند اللهِ جناحَ بعوضةٍ قال :

«إنَّه لَيأتي الرجلُ العظيمُ السمينُ يومَ القيامةِ لا يزِنُ عند اللهِ جناحَ بعوضةٍ،


(١) صحيح الجامع وقال الألباني صحيح.
(٢) صحيح الجامع وقال الألباني صحيح.
(٣) صحيح البخاري ج ٦/ ص ٢٤٥٩.

<<  <   >  >>