للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

تُضاعفُ فيضاعَفُ له العملُ الذي وَجدَ من اللهِ الرضا والقبولَ فيُثيبُه عليه بما لم يكنْ في حسبانِه وفي ذلك قال حسانُ بن عطية:

(إن الرجلين ليكونان في الصلاةِ الواحدةِ وإن ما بينهما في الفضلِ كما بين السماءِ والأرضِ وذلك أن أحدَهما مُقبلٌ على اللهِ ﷿ والآخَرُ ساهٍ غافلٌ) (١).

ومن الأعمالِ التي يُضاعفُ الله لصاحبِها الثوابَ إذا أدَّاها على وجهِها المطلوبِ أجرُ الصبرِ، فالصابرُ المحتسبُ موعودٌ من الله بالثوابِ الجزيلِ بغير حسابٍ، فلا يدخلُ ذلك في المضاعَفاتِ المعروفةِ بل تُكالُ له الحسناتُ من لدُنْ أكرمِ الأكرمين ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [الزمر: ١٠]. ومثلُ ذلك أجرُ الصومِ فحسناتُه لا تُحسَبُ بعشرٍ ولا سبعمائةِ ضعفٍ بل يُضاعفُها بكرمِه وجودِه وبما هو أهلُه .

قال رسول الله : «قال اللهُ كلُّ عملِ ابنِ آدمَ له إلا الصيامُ فإنَّه لي وأنا أجزي به» (٢).

٢ - الصحائفُ والسجلاتُ التي تُكتب بها الأعمالُ:

توزن الصحائف والسجلات ففي الحديث: «إنَّ اللهَ سيخلصُ رجلاً من أمتي على رؤوسِ الخلائقِ يومَ القيامةِ فينشرُ عليه تسعةً وتسعين


(١) الوابل الصيب ج ١/ ص ٣٦.
(٢) صحيح البخاري ج ٢/ ص ٦٧٣ ورقمه: ١٨٠٥.

<<  <   >  >>