للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فيكبكَبون في جهنمَ زُرافاتٍ ووحداناً لا ينفعُهم يومئذٍ أنهم في العذابِ مشتركون فلا يجدون في ذلك عزاءً ولا سلواناً فمقولة (الموتُ مع الجماعةِ رحمةٌ) مقولةٌ خاطئةٌ يرُدُّ عليها الله في كتابه الكريم ﴿وَلَن يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ﴾ [الزخرف: ٣٩]،

فيُكَبُّون فيها على وجوهِهم ومناخرهم وتدفعهم زبانية العذاب دفعا إليها قال تعالى: ﴿فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ ٩٤ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ ٩٥﴾ [الشعراء: ٩٤ - ٩٥] وقال: ﴿يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا﴾ [الطور: ١٣]

فيدفعون إليها بقوة وعنف وهم عطاش ظماء. فهذه الوفود التي غلبت عليها شقوتها ليس لها صراطٌ، إنما الصراطُ للموحِّدين وقد نُصبَ لتمحيصِهم من الْخَبَثِ وتنقيَتِهم منه كما يُصَفِّي الكيرُ خبثَ الحديدِ والذهبِ.

فبكفرهم حبطت أعمالهم فليس لهم يومئذ حسنة توزن. قال تعالى: ﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنا﴾ (١) [الكهف: ١٠٥]

* * *


(١) هذه الآية تحتمل معنيين لا يتعارضان، أن الكفار لا ميزان لهم أو أنهم لا وزن لهم ولا قيمة.

<<  <   >  >>