خازن النار فيقول يا محمد ما تركت للنار لغضب ربك في أمتك من بقية» (١).
فأول من يمر على الصراط من الموحدين (وهم أمم الأنبياء) أمة نبينا محمد ﷺ وذلك لشفاعته ﵊ بتعجيل حسابها.
* * *
ولنَعُدْ لذلك العبد المسكين الذي أوتي نورَه على إبهام قدمه .. فيا ترى. هل اجتاز الطريق ونجا .. أم ماذا فعل الله به؟ ..
يا لها من ساعاتٍ رهيبةٍ لم يكنْ يَحسِبُ لها أيَّ حسابٍ، إنَّه يَحصدُ الآن ما زرعَه في الدنيا جَرّاء تفريطِه في أوامرِ الله يُقدِّمُ رجلاً ويُؤخِّرُ أخرَى ويَحبُو على وجهِه ويديْه ورجليْه، وتَسفَعُ جوانبَه النارُ وتُلهبُ أعضاءَه حرارتها، حتى يصل إلى نِهايةِ الصراطِ ويضعُ قدمَه على شَفيرِ جهنَّمَ، ويقفُ عليها غير مُصدِّقٍ أنه قد نجا ببدنِه من ذلك الهول، فيكون مُمْتَنّاً للهِ أنْ نَجَّاه منها فيقفُ عليها ويقولُ: الحمدُ للهِ الذي أعطانِي ما لَم يُعطِ أحداً إذْ نَجَّاني منها بعد إذْ رأيتُها ويبقى هنالك
(١) المستدرك على الصحيحين ج ١/ ص ١٣٥ وقال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد غير أن الشيخين لم يحتجا بمحمد بن ثابت البناني وهو قليل الحديث يجمع حديثه والحديث غريب في أخبار الشفاعة ولم يخرجاه. وانظر تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد، تأليف: سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب ج ٢ ص ٥٢٨.