للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فهو يراك" (١)، فهذِه وصية النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- للعبد في جميع حالاته، فكيف بالعبد في صلاته، إذا قام بين يدي اللَّه عز وجل في موضع خاصّ، ومقام خاص، يريد اللَّه ويستقبله بوجهه، ليس موضعه ومقامه وحاله في صلاته كغير ذلك من حالاته. جاء الحديث: "إن العبد إذا افتتح الصلاة استقبله اللَّه عز وجل بوجهه، فلا يصرفه عنه، حتى يكون هو الذي ينصرف، أو يلتفت يمينًا وشمالًا" (٢) وجاء الحديث قال: "إن العبد ما دام في صلاته فله ثلاث خصال: البر يتناثر عليه من عنان السماء إلى مفرق رأسه، وملائكة يحفون به من لدن قدميه إلى عنان السماء، ومنادٍ ينادي: لو يعلم العبد من ينادي ما انفتل" (٣)، فرحم اللَّه من أقبل على صلاته خاشعًا، خاضعًا، ذليلًا للَّه عز وجل، خائفًا، داعيًا راغبًا، وجلًا، مشفقًا، راجيًا، وجعل أكبر همه في صلاته لربه تعالى،


(١) لم أقف عليه هكذا، لكن رواه البخاري (٥٠)، ومسلم (٨) عن عمر في حديث جبريل الطويل المعروف، أنه عليه السلام سأل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: أخبرني عن الإحسان. فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أن تعبد اللَّه كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك".
(٢) رواه عبد الرزاق بتمامه ٢/ ٢٥٧ (٣٢٧٢) عن حذيفة موقوفًا، وقد روي معناه مرفوعًا عند أحمد ٤/ ١٣٠، والترمذي (٢٨٦٣، ٢٨٦٤) مطولًا من حديث الحارث الأشعري. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.
(٣) رواه ابن أبي الدنيا في "التهجد وقيام الليل" ص ٤٤٦ (٤٢١) موقوفًا عن عباد بن كثير، بينما رواه ابن حبان مرفوعًا في "المجروحين" ٢/ ١٧٠ من طريق عباد بن كثير الرملي، عن حوشب، عن الحسن، عن أنس به.
قال ابن حبان في عباد: كان يحيى بن معين يوثقه، وهو عندي لا شيء في الحديث. اهـ قلت: قال البخاري: عباد بن كثير الرملي، فيه نظر. "التاريخ" ٦/ ٤٢ (١٦٤١)، وقال ابن حجر: ضعيف، قال ابن عدي: هو خير من عباد الثقفي. "التقريب" (٣١٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>