للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

إذا علموا أنه يثبت ثبتوا، ولم يبادروا، وقد جاء الحديث: أنَّ كلَّ مصل راع ومسئول عن رعيته (١).

وقد قيل: إنَّ الإمام راع لمن يصلي بهم، فما أولى بالإمام النصيحة لمن يصلي خلفه، وأن ينهاهم عن المسابقة في الركوع والسجود، وأن لا يركعوا ويسجدوا مع الإمام، بل يأمرهم بأن يكون ركوعهم وسجودهم ورفعهم وخفضهم بعده، وأن يحسن أدبهم وتعليمهم؛ إذ كان راعيًا لهم. وكان غدًا مسئولًا عنهم، وما أولى بالإمام أن يحسن صلاته، ويتمها ويحكمها، وتشتد عنايته بها، إذ كان له مثل أجر من يصلي خلفه إذا أحسن، وعليه مثل وزرهم إذا أساء.

ومن الحق الواجب على المسلمين: أن يقدموا خيارهم، وأهل الدين والفضل منهم، وأهل العلم باللَّه تعالى، الذين يخافون اللَّه ويراقبونه، وقد جاء الحديث: "إذا أم بالقوم رجل، وخلفه من هو أفضل منه، لم يزالوا في سفال" (٢) وجاء الحديث: "اجعلوا أمر دينكم إلى فقهائكم، وأئمتكم قراؤكم" (٣) وإنما معناه: الفقهاء والقراء أهل الدين والفضل والعلم


(١) لم أقف عليه.
(٢) رواه العقيلي في "الضعفاء" ٤/ ٣٥٥، والطبراني في "الأوسط" ٥/ ٢٨ (٤٥٨٢)، وابن عدي في "الكامل" ٣/ ٢٧٠ من حديث ابن عمر مرفوعًا، قال الهيثمي في "المجمع" ٢/ ٦٤: فيه الهيثم بن عقاب، قال الأزدي: لا يعرف، قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات". اهـ
وقال الألباني في "الضعيفة" (١٤١٥): ضعيف جدًّا. ثم أخذ يناقش علله.
(٣) لم أهتد إليه هكذا، لكن يعضد محل الشاهد -"أئمتكم قراؤكم"- ما رواه مسلم (٦٧٣) من حديث أبي مسعود الأنصاري أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "يؤم القوم أقرؤهم. . " الحديث، وبنحوه أيضًا برقم (٦٧٢) من حديث أبي سعيد الخدري.

<<  <  ج: ص:  >  >>