للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمارة العين الواصلة من العروب إلى القدس الشريف، ومات وهي محتاجة إلى إكمال العمارة، فلما (١) ولي بعده الملك الظاهر يلباي، ثم الملك الظاهر تمربغا، رسم كل منها بإكمال العمارة، فلم تطل مدة واحد منهما، فكتب أهل بيت المقدس من المشايخ والقضاة والأعيان استدعاء للسلطان الملك الأشرف يتضمن سؤال صدقاته في إكمال عمارتها، فبرز مرسوم شريف بذلك، فعمّرت ووصل الماء إلى القدس الشريف، وأعيد الجواب للسلطان بذلك، وكان الأمير حسن (٢) الظاهري الناظر قد عمّر مدرسة للملك الظاهر خشقدم على ظهر الرواق المجاور لباب السلسلة من جهة الشمال، وكان المصروف من مال الأمير حسن، فتوفي الظاهر خشقدم قبل (٣) إكمال عقودها، وقبل انتهاء أمرها من القصارة وعمل الأبواب الخشب، فلما عزل الأمير حسن من النظر وتوجه إلى الديار المصرية، أنهي إلى السلطان أنه عمّر المدرسة من ماله، وهي باقية على ملكه، وسأل السلطان في قبولها، وأن تكون منسوبة إليه فقبلها، وكتب اسمه على بابها، وكان بناؤها على حكم المدارس الموجودة بالمسجد، ويتوصل إليها من الباب الذي يصعد منه إلى المنارة، وكانت عمارتها على هيئة عمائر المدارس بالقدس (٤) الشريف ليس فيها كبير أمر، فإنها تشمل (٥) على مجمع وطارقة، وخلوة للشيخ على ظهر رواق المسجد، ويقابل ذلك من جهة الغرب ساحة على ظهر إيوان المدرسة البلدية، وفيها بعض خلاوي، وكان السلم الموصل (٦) منه إليها وإلى المنارة ضيقا عسرا، وكان الشيخ شهاب الدين العميري الشافعي، ، قد تعين لمشيختها من زمن الملك الظاهر خشقدم، فلما آل أمرها إلى مولانا السلطان الملك الأشرف، استمر على ما هو عليه، ثم كان من الأمراء ما سنذكره فيما بعد إن شاء الله تعالى.

ثم دخلت ٨٧٣ هـ (٧) (٨)

فيها احتبس المطر ببيت المقدس حتى دخل أكثر (٩) الشتاء وحصل للناس شدة


(١) فلما ب ج د هـ: - أ.
(٢) حسن أ ب د: حسين ج هـ.
(٣) قبل ب د هـ: بعد أ ج.
(٤) المدارس بالقدس أ ب د: مدارس القدس ج هـ.
(٥) فإنها تشمل … ضيقا عسرا أ ب د: - ج هـ.
(٦) الموصل ج د هـ: للتوصل أ: المتوصل ب.
(٧) ٨٧٣ هـ/ ١٤٨٦ م.
(٨) ٨٧٣ أ ب د هـ: ٨٧٢ ج.
(٩) أكثر أ ب: غالب ج د هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>