للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المدينة، وقبو داود والقبة، وتنتشر الأديرة في فلسطين، وكان رد السلطان قايتباي على ذلك واضحا عندما حد من نفوذ أهل الذمة في هذه المدينة المقدسة، وأمر بهدم الأديرة التي تحيط بمدينة القدس (١).

٧: ٢ - موسوعة شاملة:

يعتبر كتاب الأنس الجليل موسوعة شاملة في النواحي التاريخية وخصوصا في أحداث المرحلة التي عاصرها المؤلف نفسه، حيث كان شاهد عيان على أحداث تلك الفترة، ويكتب بصدق ويصحح الأخطاء التي وقع فيها الآخرون، ويبحث ويستنبط منها المفيد، يطلع على كل شيء يحيط به وله أهمية، حتى اللوحات التذكارية، ويصحح حتى ما نقش عليها، كما يعتبر كتابه موسوعة جغرافية تبين لنا بحق مواقع الأماكن المهمة الموجودة بها من مزارات ومقابر وغيرها، كما يعتبر بحق موسوعة اجتماعية حيث تحدث عن أماكن عبادة النصرانية واليهودية والعلاقة بين المسلمين والنصارى، وكذلك الفتنة بين طائفة الدارية والأكراد، والفتنة بين نائب القدس ونائب غزة، وغير ذلك من الأمور والقضايا التي يزخر بها هذا الكتاب.

[٣ - ملحوظات على الأنس الجليل]

عند دراسة الأنس الجليل يمكننا الخروج بالملحوظات التالية:

١ - الخروج عن الحياد في بعض الحالات والإدلاء بالرأي، «وكان غلطا منه» «ولقد كان الحق مع نائب القدس» (٢).

٢ - كان متضاربا في رأيه بالنسبة للتاريخ والجمع من كتب المتقدمين عندما قال: « … ومع ذلك لم أستوعب ما هو المقصود من التاريخ لعدم الاطلاع على شيء أستمد منه في هذا المختصر»، ثم أورد في بداية كتاب « … عنّ لي أن أجمعه من كتب المتقدمين وأهذب ألفاظه من فوائد المؤرخين … » (٣).

٣ - توسع في بعض التراجم أكثر من غيرها، عندما أفرد فصلا خاصا لترجمة السلطان قايتباي (٤)، وكما توسع في وصف بعض الأماكن مثل مدرسته الأشرفية (٥).

٤ - عند مجير الدين الحنبلي إيمان كبير بالخرافات، مثل قضية الصخرة


(١) ينظر ص: ٤٤٧.
(٢) ينظر ص: ٢٨٦، ٤٧٠.
(٣) ينظر ص: ٤٧٩.
(٤) ينظر ص: ٣٧٩.
(٥) ينظر ص: ٤٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>