للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالمسجد الأقصى الشريف، ثم نزل عنهما وكان له مروءة وقيام مع أصحابه مع لين جانب، وساد ورأس، وكان يترفه في الملبوس الحسن والمأكل، وعنده حشمة وتواضع، ووفاته في شهر ذي القعدة، وقد قارب الستين، ودفن بماملا، وكانت جنازته (١) حافلة، رحمه الله تعالى.

ثم دخلت سنة ٨٩٤ هـ (٢)

فيها حضر الأمير اقبردي (٣) الدوادار إلى جبل نابلس في شهر المحرم بسبب القبض على بني إسماعيل مشايخ جبل نابلس (٤)، لما حصل منهم التقصير في المهم الشريف ببلاد الروم، وبرز الأمر لنائب القدس دقماق باسترجاع مال (٥) التجريدة ممن كان دفع إليه من الرجال، لما نسب إليهم من التقصير وعودهم من بلاد الروم بغير إذن، فأحضر دقماق كل من أخذ شيئا واسترجع منه بالضرب والحبس وأفحش في الأمور، ومن الناس من تسحب فقبض على (٦) من يكون منسوبا إليه من أقاربه وأصحابه وجيرانه، وشرع يضرب الناس بالمقارع، ويضعهم في الحبس وفعل بهم فعلا لم يسمع (٧) بمثله في زمن الجاهلية، حتى أن بعض الناس باع ابنته كما يباع الرقيق، وتفاحش الأمر وبقي الناس في شدة شديدة ومحنة، لم تعهد (٨) بالأرض المقدسة قبل ذلك مثلها، فسبحان من يتصرف في عباده بما يشاء، وتوجه الدوادار (٩) الكبير في أوائل جمادى الأولى إلى محل وطنه بالديار المصرية.

وفيها في شهر صفر أحدث النصارى المقيمون بدير صهيون ظاهر القدس الشريف قبة بالقرب من الدير، وزعموا أن مكانها مقام السيدة مريم، ، وأحكموا بناءها وجعلوا بها (١٠) من جهة الشرق الهيكل الذي يعمل في الكنائس، وصارت كنيسة محدثة بدار الإسلام، وكان المساعد دقماق النائب، وأذن لهم في


(١) وكانت جنازته حافلة، رحمه الله تعالى أ ب هـ: - ج د.
(٢) ٨٩٤ هـ/ ١٤٨٨ م.
(٣) أقبردي ب ج هـ: - أ د.
(٤) ينظر: ابن إياس ٣/ ٢٧٥.
(٥) مال ب ج د: - أهـ.
(٦) على ب: - أ ج د هـ.
(٧) يسمع ج د هـ: - أ ب.
(٨) تعهد ب: يعهد أ: - ج د هـ.
(٩) الدوادار ب: الدودار أ: الدويدار ج د هـ.
(١٠) بها أ ب ج هـ: - د.

<<  <  ج: ص:  >  >>