للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يلتمس منهم نصرته والقيام معه على من خالفه (١) ويدعوهم إلى الله، فلم يجيبوه (٢).

ابتداء أمر الأنصار (٣)

ولما أراد الله إظهار دينه خرج رسول الله، ، إلى الموسم فعرض نفسه على القبائل كما كان يفعل، فبينما هو عند العقبة إذ لقي رهطا من الخزرج فدعاهم إلى الله تعالى. فأجابوه وصدقوه وانصرفوا راجعين إلى بلادهم، فلما قدموا المدينة ذكروا لهم رسول الله، ، ودعوا قومهم إلى الإسلام حتى فشا فيهم الإسلام (٤).

بيعة العقبة الأولى (٥)

فلما كان العام المقبل وافى الموسم من الأنصار اثني عشر رجلا فلقوه بالعقبة فبايعوه أن لا يشركوا بالله شيئا، ولا يسرقوا، ولا يزنوا، ولا يقتلوا أولادهم، وبعث رسول الله، ، معهم (٦) مصعب بن عمير، وأمره أن يقرئهم القرآن، ويعلمهم الإسلام، فنزل بالمدينة.

بيعة العقبة الثانية (٧)

ولما فشا الإسلام في الأنصار اتفق جماعة منهم على المسير لرسول الله (٨)، ، مستخفين. فساروا في ذي الحجة مع كبار قومهم (٩) واجتمعوا برسول الله، ، وأوعدوه أواسط أيام التشريق بالعقبة. فلما كان الليل خرجوا حتى اجتمعوا بالعقبة، وهم سبعون رجلا معهم امرأتان (١٠)، وجاءهم رسول الله، ، فبايعوه، فتكلم رسول الله، ، وتلا القرآن. ثم قال: «لأبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأولادكم»، ودار الكلام بينهم، واستوثق كل فريق من الآخر، ثم سألوا رسول الله، ، فقالوا: إن قتلنا دونك ما لنا؟ قال:


(١) من خالفه أ ج: من يخالفه ب د هـ.
(٢) الطبري، تاريخ ٢/ ٣٤٥٣٤٤.
(٣) ينظر: ابن هشام ٢/ ٥١ - ٥٣؛ الطبري، تاريخ ٢/ ٣٥٢ - ٣٥٣.
(٤) الإسلام أ د هـ: - ب ج.
(٥) ينظر: ابن هشام ٢/ ٥٦ - ٥٧؛ الطبري، تاريخ ٢/ ٣٥٥.
(٦) معهم أ ج د هـ: - ب.
(٧) ينظر: ابن هشام ٢/ ٦١؛ تاريخ ٢/ ٣٦٢ - ٣٦٦؛ ابن حبان، السيرة ١١٨؛ ١٢٥.
(٨) لرسول الله أ: إلى رسول الله ب ج د هـ.
(٩) كبار قومهم أ: كفار قومهم ب ج د هـ وأوعدوه أواسط أهـ: ووعدوه أوسط ب ج: - د.
(١٠) ينظر: ابن هشام ٢/ ٦٣؛ ابن الجوزي، الوفا ١/ ٢٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>