والقدس مدينة عربية إسلامية منذ القدم، فقد سكنها الأنبياء ورسالتهم واحدة، هي رسالة الإسلام العظيم، حملوا دعوته، ونشروها فوق أرض فلسطين وانطلقوا بها إلى العالم أجمع.
ففي جبال الخليل انطلق صوت إبراهيم، ﵇، بالتوحيد، وفي ربى بيت لحم والناصرة هتف المسيح، ﵇، بالبشارة، ومن المسجد الأقصى كان معراج نبينا محمد، ﷺ.
وللقدس منزلة عظيمة عند الأمة العربية المسلمة، فقد سكنها العرب اليبوسيون منذ حوالي ستة آلاف عام، ويعد هؤلاء أول من أسس القدس وسموها (يبوس)، وهذا يدحض الادعاء الصهيوني الكاذب والمزعوم بالحق التاريخي.
وموضوع هذه الدراسة هو تحقيق مخطوط الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل للعليمي، وهذا النوع من كتب الفضائل يعالج التاريخ المحلي لمدينة القدس والخليل، يتحدث عنهما ويصف محاسنهما.
وكان الهدف الذي توخاه العليمي هو الهدف نفسه الذي توخاه غيره من مصنفي كتب الفضائل الذين سبقوه، وهو بيان إسلامية القدس والخليل، وإبراز المكانة الروحية لكلا المدينتين، وارتباطهما بالأنبياء، عليهم الصلاة والسلام.
[أما مرتكزات هذا الهدف والتي ظهرت من خلال النص]
١ - إن بيت المقدس والمسجد الأقصى لهما ارتباط بالعقيدة الإسلامية وإن الأنبياء هم الذين بنوا هذا المسجد، وقدسية هذه الأرض نابعة من تقديس الله لها واهتمام الأنبياء بها، فهي الأرض المباركة ومهاجر إبراهيم، ﵇، وهي أرض الإسراء والمعراج، وعلى أرضها ينتصر الحق، وينهزم أهل الباطل.
٢ - بيت المقدس هو القبلة الأولى للمسلمين قبل أن يأمرهم الله بالتوجه نحو الكعبة.
٣ - فلسطين أرض إسلامية عبر التاريخ، فقد سكنها الأنبياء وهم مسلمون، وفتحها الصحابة براية التوحيد، وعلى أرضها عاش التابعون والعلماء ينشرون أنوار علومهم في ساحات الأقصى ومساجد القدس.
٤ - الصراع على القدس قديم قدم الحق والباطل، وهذا الصراع باق ما بقيت