للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الليل ويصوم نصف الدهر (١)، فلما كان من خطيئته (٢) ما كان، صام الدهر كله، وقام الليل كله، وكان إذا ذكر عقاب الله تخلعت أوصاله، وإذا ذكر رحمة الله تراجعت، وفي القصة أن الوحوش والطير كانت تسمع إلى قراءته فلما فعل ما فعل كانت لا تصغي إلى قراءته، فروي أنها قالت: يا داود ذهبت خطيئتك بحلاوة صوتك.

ذكر بناء سيدنا داود مسجد بيت المقدس (٣)

عن رافع بن عميرة (٤) قال: سمعت رسول الله (٥) يقول: «قال الله لداود: يا داود ابن لي بيتا في الأرض، فبنى داود بيتا لنفسه قبل البيت الذي أمر الله به (٦)، فأوحى الله تعالى إليه: يا داود بنيت بيتك قبل بيتي، قال: أي رب هكذا قلت فيما قضيت من ملك استأثر، ثم أخذ في بناء المسجد، يعني مسجد بيت المقدس.

وعن وهب: لما تاب الله (٧) على داود، ، وكان قد بنى مدائن كثيرة وصلحت أمور بني إسرائيل أحب أن يبني بيت المقدس وعلى الصخرة الشريفة (٨) قبة في الموضع الذي قدسه الله تعالى في إيلياء (٩)، وكانت (١٠) قد حسنت حال بني إسرائيل وملأوا الشام وضاقت بهم فلسطين وما حولها، فأحب داود، ، أن يعلم عددهم فأمر بإحصائهم في (١١) أنسابهم وقبائلهم، فكبر عليهم (١٢) فلم يطيقوا إحصائهم.

وروي أن الله تعالى أوحى إلى داود، ، لما كثر طغيان بني إسرائيل أني أقسمت بعزتي لأبتلينّهم بالقحط سنتين أو أسلط عليهم العدو شهرين أو الطاعون


(١) نصف الدهر أ: نصف الدهر ب ج د هـ.
(٢) خطيئته أ د هـ: خطيته ب ج.
(٣) ينظر: الطبري، تاريخ ١/ ٤٨٥؛ ابن الأثير، الكامل ١/ ١٢٨.
(٤) رافع بن عميرة: رافع بن أبي رابع الطائي، صحابي، يكنى أبا الحسن، توفي عام ٢٣ هـ/ ٦٤٣ م، ينظر: ابن عبد البر ٢/ ٤٨٢؛ ابن الجوزي، تلقيح ١٩٠؛ ابن حجر، الإصابة ٢/ ١٨٨.
(٥) رسول الله أ: + ب ج د هـ.
(٦) أمر الله به أ: أمره الله تعالى به ب: أمر به ج: أمره به د هـ.
(٧) الله أ: + ﷿ ب ج د هـ وكان أ ج د هـ: كان ب حال أ ب د: أحول ج هـ.
(٨) الشريفة أ: - ب ج د هـ.
(٩) إيلياء: اسم مدينة القدس العبري معناه: بيت الله، ينظر: ابن خرداذبة ٧٨؛ الإدريسي ١/ ٣٥٨؛ البغدادي، مراصد ١/ ١٣٨؛ الحميري ٦٨.
(١٠) وكانت أ ج د: وكان ب حال أ ب د: أحوال ج هـ.
(١١) في أ: على ب ج د هـ.
(١٢) فكبر عليهم أ ج د هـ: فكثر عليهم ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>