للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويبيعونها للفساق من المسلمين وغيرهم، فشق (١) ذلك على السيد داود فتوجه فيهم إلى الله تعالى فكانوا بعدها لا يعصرون الخمر إلا انقلب (٢) خلا وقيل ماء، فقال النصارى: ساحر وارتحلوا، وشق ذلك على مقطعها فبلغ السيد داود (٣) ذلك، فأرسل إليه واستأجرها منه وبنى بها زاوية وقبة، وهي مدفنه ومدفن أولاده وذريته، واتفق أن القبة لما عقدت أتاها رجل طائر في الهواء فأشار إليها بيده فسقطت، فظن البناء أنه طائر، فذكر ذلك للسيد داود بذلك فأمر ببنائها.

فلما انتهت حضر السيد داود فأتاها الطائر فأشار إليه السيد داود بيده، فسقط ميتا في دار خلف الزاوية، ثم (٤) أمر أصحابه بإحضاره إليه فأحضر، فإذا هو رجل كامل الخلق، نير الوجه، شعر رأسه مسدول طويل، فغسل وكفن وصلي عليه ودفن بالقبة (٥) المذكورة، قال السيد داود: رجل بعثه الله لحتفه، فقيل له: هل تعرفه؟ قال: نعم، هو ابن عمي اسمه أحمد الطير غارت همته من همتنا، وأراد أن يطفئ الشهرة بهدم القبة، فلم يرد الله إلا الشهرة وجعله الله أول من يدفن في القبة، توفي السيد داود سنة ٧٠١ هـ (٦) (٧).

وأما ولده السيد أحمد الملقب بالكبريت الأحمر الشهير بالكريدي، كان من أجلاء المشايخ الكاملين المحققين المتمكنين، انتهت إليه رئاسة هذا الشأن، ووضع الله له القبول عند كل إنسان وأوضح على يده البرهان وسماه رجال عصره بالكبريت الأحمر، لقلة وجود مثله في زمانه، وكان والده قد خرجه (٨) وتكمل في زمانه، وكان يشير في بعض الحوادث إليه فخلفه من بعده وتخرج به جماعة لا يحصون كثرة من ذوي الأحوال وانتمى إليه خلق كثير، وكان ممن تخرج به أخوه السيد شمس الدين المتوفى قبله والشيخ العارف أحمد السلطي (٩) الشهير بابن الموله (١٠)،


(١) فشق ب: وست أ ج د هـ.
(٢) انقلب أ: انقلبت ب ج د هـ.
(٣) داود ب د ج هـ: - أ.
(٤) ثم ب ج د هـ: - أ.
(٥) بالقبة أ: في القبة ب ج د هـ.
(٦) ٧٠١ هـ/ ١٢٧٢ م.
(٧) ٧٠١ أ ب ج د: ٧٥١ هـ.
(٨) خرجه أ ب ج د: خرج هـ فخلفه أ ب ج هـ: فتخلف د.
(٩) السلطي: لصلتي أ ب ج د هـ.
(١٠) ابن المولة: أحمد السلطي، ينظر: السخاوي، الضوء ٢/ ٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>