كتاب الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل - ط دنديس

للأخذ عنه، ثم ولي قضاء الديار المصرية من قبل الملك المؤيد شيخ مرتين (١) عن الشيخ جلال الدين البلقيني، ثم ولي نظر القدس والخليل، وتدريس الصلاحية وغيرها، ثم ولي من قبل الأشرف برسباي كتابة السر (٢) بالديار المصرية مدة يسيرة، ثم ولي القضاء عن شيخ الإسلام ابن حجر مدة يسيرة، ثم رجع إلى القدس على تدريس (٣) الصلاحية، وحج في تلك السنة، وعاد إلى القدس، وأقام به ملازما للاشتغال والفتوى والتصنيف.

وكان إماما عالما، رئيسا (٤) مهابا، حسن الشكالة ضخما، لين الجانب على ما فيه من طبع الأعاجم، وكان يقرأ المذهبين مذهب أبي حنيفة والشافعي، صنف شرح مسلم، وشرح تلخيص الجامع للحنيفة (٥) (٦)، فإنه لما دخل إلى القدس كان حنفيا، قال: فلما رأيت الرئاسة بهذه البلاد للشافعية صرت (٧) شافعيا، وانتزع من الشيخ شهاب الدين بن الهائم تدريس الصلاحية بجاه (٨) نوروز، وتخرج به جماعة ببيت المقدس.

وتوفي بالقدس ليلة الاثنين تاسع عشر ذي الحجة سنة ٨٢٩ هـ (٩)، ودفن بماملا بالبسطامية، وكان شرع في بناء مدرسته (١٠) فلم يتمها، فأكملها القاضي عبد الباسط (١١)، وهي المشهورة يومئذ بالباسطية (١٢) عند باب الدوادارية، أحد أبواب المسجد الأقصى، وشرط عبد الباسط في وقفه على الصوفية إذا فرغوا من الحضور، قراءة الفاتحة وإهداء ثوابها في صحائف الهروي، ﵀.

شيخ الإسلام شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الدائم (١٣) بن موسى

(١) مرتين أ ج د هـ: تصدر د ولي ب ج: - أ د هـ.
(٢) كتابة السر: وصاحبها يقرأ الرسائل الواردة إلى السلطان، ويقوم بحفظها، ينظر: العمري، التعريف ١٩٠.
(٣) على تدريس أ ب د هـ: - ج.
(٤) رئيسا أ ب د هـ: - ج.
(٥) تلخيص الجامع الكبير في الفروع لمحمد بن عباد وسماه الهروي التمحيص، ينظر: حاجي خليفة ١/ ٤٧٢.
(٦) وشرح تلخيص الجامع للحنفية أ ب ج د: شرح المختصر للحنفية هـ.
(٧) صرت أ ب ج د: جرت هـ شهاب الدين بن الهائم أ ب ج هـ: شهاب الدين الهائم د.
(٨) بجاه أ ب ج د: تجاه هـ نوروز أهـ: نور الدين ج: - ب د.
(٩) ٨٢٩ هـ/ ١٤٢٥ م.
(١٠) مدرسته أ د: مدرسه ب ج هـ.
(١١) عبد الباسط بن خليل الدمشقي ناظر الجيوش المصرية، ينظر: السخاوي، الضوء ٤/ ٢٤.
(١٢) يومئذ بالباسطية ب ج: بالباسطية أهـ: الباسطية أهـ: - د الدوادارية أ ج) الدويدارية ب د هـ.
(١٣) عبد الدائم أ: بن عبد الدائم ب ج د هـ العسقلاني أ ب ج د: الفضلامي هـ.