للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكثرون، فلما كتب الكتاب طبعه بالمسك وختمه بخاتمه فقال (١) للهدهد: ﴿اِذْهَبْ بِكِتابِي هذا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ﴾ - تنح عنهم، وكن قريبا منهم - ﴿فَانْظُرْ ماذا يَرْجِعُونَ﴾ (٢) يردون من الجواب.

فأخذ الهدهد الكتاب، وأتى به إلى بلقيس، وكانت بأرض (٣) يقال لها مأرب (٤) بأرض صنعاء على ثلاثة أيام، فوافاها في قصرها، وقد أغلقت (٥) الأبواب وأخذت المفاتيح، فوضعتها تحت رأسها، فأتاها وهي نائمة مستلقية على قفاها، فألقى الكتاب على نحرها، فأخذت بلقيس الكتاب، وكانت قارئة، فلما رأت الخاتم ارتعدت وخضعت، لأن ملك سليمان كان في خاتمه، وعرفت أن الذي أرسل الكتاب أعظم ملكا منها، فقرأت الكتاب، وتأخر الهدهد غير بعيد.

فجاءت حتى قعدت على سرير ملكها، وجمعت الملأ من قومها وهو اثنا عشر ألف قائد (٦) مع كل قائد مائة ألف مقاتل، فجاءوا وأخذوا مجالسهم، فقالت لهم بلقيس: ﴿يا أَيُّهَا الْمَلَؤُا﴾ - وهم أشراف الناس وكبراؤهم - ﴿إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ﴾ (٢٩) (٧) سمته كريما لأنه كان مختوما (٨).

وروي عن النبي، ، أنه قال: «كرامة الكتاب ختمه».

ثم بينت ممن الكتاب وقالت (٩): ﴿إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ﴾ (١٠) وبينت المكتوب


(١) فقال أ؟؟؟ -: وقال ب عنهم أ ج: - ب د هـ.
(٢)؟؟؟].
(٣) بأرض يقال لها مأرب أ ج د هـ: بأرض باليمن قال لها مأرب ب.
(٤) مأرب: هو بلاد الأزد باليمن، وقيل: هو اسم قصر كان لهم، وقيل: هو اسم لملك سبأ، وهي كورة بين حضرموت وصنعاء، ينظر: ابن خرداذبه ١٣٩؛ ياقوت، معجم البلدان ٥/ ٤١؛ البغدادي، مراصد ٣/ ١٢١٨.
(٥) أغلقت أ ب ج هـ: غلقت هـ.
(٦) هذه الرواية وأمثالها من العيب أن تكون في كتب تراثنا، فكيف يرويها الشيوخ والمحدثون؟ وكيف نقنع كل ذو عقل وبصيرة أن جيش بلقيس تعداده مليارا ومائتي مليون جندي، يقول ابن الأثير: وما أظن الساعة راوي هذا الكذب الفاحش عرف الحساب، حيث يعلم مقدار جهله، ولو عرف مبلغ العدد لأقصر عن إقدامه على هذا القول السخيف، فإن أهل الأرض لا يبلغون جميعهم شبابهم وشيوخهم وصبيانهم مثل هذا العدد، ينظر: ابن الأثير، الكامل ١/ ١٣١.
(٧) النمل: [٢٩].
(٨) مختوما أ ب د: مختوم ج هـ.
(٩) وقالت أ: فقالت ب ج د هـ.
(١٠) النمل: [٣٠].

<<  <  ج: ص:  >  >>