للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بقدميه. قال: فجلست مهموما متفكرا، وإذا بجان مؤمن وقف علي وسألني عن حالي فأخبرته، فقال: إنك سُجنت في دمِ أخ لقوم منا، والأمير غائب وأولياء المقتول يترجون قدومه، وحينئذ يقع الحكم بينك وبينهم إن شاء الله، ولا بأس عليك غير أنك إذا حضرت معهم بين يدي القاضي ليحكم وأدلوا بحجتهم عليك وأسندوا إليك القتل فقل: إنما قتلتُ حنشا. ثم إن أولياء المقتول جاءوا إليه وترافعوا إلى قاضيهم، فلما تكلموا وأجاب بكونه إنما قتل حنشا قال قاضيهم: سمعت رسول الله يقول: «من تطوّر منكم على غير شكله ومات فدمه هدر لا حجة لكم عليه»، رُدوه إلى مكانه. فاستُرجع في الحين إلى مكانه الذي اختطف منه، وأن جميع ذلك كان قدر ساعة واحدة من اليوم.

أنبأنا العابد بن أحمد المري، أنبأنا أبي، أنبأنا محمد الخطابي، أنبأنا محمد بن سالم الفشني، أنبأنا أحمد بن الحسن الجوهري، أنبأنا محمد بن عبد الباقي الزرقاني، أنبأنا أبي، أنبأنا علي بن محمد الأجهوري، أنبأنا علي بن أبي بكر القرافي، أنبأنا عبد الرحمن بن أبي بكر الحافظ، أنبأنا أبو الفضل المرجاني، أنا أبو هريرة ابن الذهبي، أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد الشيرازي، أن محيي الدين محمد بن علي بن العربي الحاتمي الشيخ الأكبر، قال: حدثني الضرير إبراهيم بن سليمان - بمنزل بحلب، وهو من دير أرمان من أعمال الخابور - عن رجل حطاب ثقة كان قتل حية فاختطفته الجن، فأحضرته بين يدي شيخ كبير منهم وهو زعيم القوم، فقالوا: هذا قتل ابن عمنا. قال الحطاب: لا أدري ما يقولون، وإنما أنا رجل حطاب تعرضَتْ لي حية فقتلتها. فقالت الجماعة: هو كان ابن عمنا. فقال الشيخ رَضَ الله عَنْهُ: خلوا سبيل الرجل وردوه إلى مكانه، فلا سبيل لكم عليه، فإني سمعت رسول الله وهو يقول لنا: «مَن تصور في غير صورته فقتل فلا عقل فيه ولا قود»، وابن عمكم تصور في صورة حية وهي من أعداء الإنس. قال الحطاب: فقلتُ له: يا هذا الشيخ، أراك تقول: سمعت رسول الله ، هل أدركته؟ قال: نعم، أنا واحد من جن نصيبين الذين قدموا

<<  <   >  >>