للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن رجل صالح يروى عن رجل أنه قال: كنتُ في طريق مكة إذ عرضت لي حية فقتلتها، فأخذتني جماعة من الجن فجعلوا يضربوني، فقال واحد منهم في أذني: قُل لهم: بيني وبينكم شريعة سيدنا محمد . فقلت لهم ذلك فذهبوا بي إلى قاضيهم، وقالوا: إنه قتل أخانا، فقال القاضي: سمعت رسول الله يقول: «من تزيا بغير زيه فَقُتِلَ فدمُه هَدرٌ» (١).

أنبأنا صالح بن مصطفى الآمدي، أنبأنا عبد الله بن درويش الركابي، أنبأنا عبد الرحمن الكريري، أنبأنا مصطفى الرحمتي، أنبأنا صالح الجنيني، أنبأنا حسن العجيمي، قال: سمعت علي ابن أبي بكر بن الجمال المكي الأنصاري الشافعي، يقول: إن شخصا من خدم مولانا زكريا النقشبندي الشهير بمكة كان زائرا مع مخدومه في جماعة له، فاتفق أن أشعل النار فاحترق بها نحل كان هناك، وهو في منهل من المناهل الكائنة بين الحرمين، وإذا به بين ناس يتعلقون به ويقولون: أنت قتلت قريبنا. فقال له شخص: قُل لهم: بيني وبينك الشرع. فذهبوا به إلى قاضي وشكوا إليه أنه قتل قريبا لهم، فأورد عليهم حديث: «من تزيا بغير زيه فَقُتِلَ فدمه هدر»، وأمرهم برده إلى أصحابه.

أنبأنا محمد بن عبد الواحد الحاضري المدني، أنبأنا سالم بن العربي الجنيدي، أنبأنا محمد ابن أبي الطيب الطواجيني، أنبأنا التهامي الأوبيري، أنبأنا محمد بن عبد الفتاح الفاسي، أنبأنا إدريس بن محمد بن أحمد الإدريسي، عن أبيه، عن رجل من أولاد ابن جلال التلمساني، أنه كان له بستان بلمطة، وكان يوما يزبر الدوالي على العادة، قال: فبينما أنا أزبر دالية وإذا بحنش خرج بيني وبين الدالية، فضربته بالمزبرة، فقضمته، فاختُطفتُ من مكاني إلى مكان آخر لا أعرفه ولا أظن تخطاه إنسان قط


(١) قال السخاوي في «المقاصد الحسنة» ص ٦٣٨٧: «حديث: من تزيا بغير زيه فَقُتِلَ فَدَمُهُ هَدْرٌ، ليس له أصل يُعتمد، ويحكى فيه حكايات متقطعة أن بعض الجان حدث به إما عن علي مرفوعا، وإما عن النبي بلا واسطة: مما لم يثبت فيه شيء». اه

<<  <   >  >>