للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فصل: وروى أبو الشيخ في «العظمة» (١) عن ابن عباس قال: أيما رجل منكم تخيل له الشيطان حتى يراه فلا يصدن عنه وليمض قُدما، فإنهم منكم أشد فرقا منكم منهم، فإنه إن صد عنه ركبه وإن مضى هرب منه. قال مجاهد: فأنا ابتليت به حتى رأيته، فذكرتُ قول ابن عباس، فمضيت قدما فهرب مني.

قلت: وحدثني بعضُ أهل العلم عن رجل مُسنّ من أقاربنا حافظ للقرآن، كان يذهب إلي بستانه فيبيت به وحده لحراسة العنب، فبينما هو ذاتَ ليلة مضطجع في بستانه، إذ مرّ به موكب من الجن حاملين أنوارا ومعهم طبول ومزامير، ومعهم هودج فيه عروس على هيأة أفراح الإنس. قال: فمروا كلهم ولم يؤذني منهم أحد، إلا واحدا قصدني وجلس على صدري، فصرت أقرأ آية الكرسي وهو قاعد لا يتحرك، قال: فلما ثقُل أمره علي مددت يدي إليه لأحس على جسمه، فجاء أصبعي في أسته، فهرب ولحق بموكبه. قال: فلم أعد بعد ذلك للبيات وحدي بالبستان. وهذا مصداق قول ابن عباس، فإن الرجل لو فعل معه هذا من أول مرة لما أطال الجلوس عليه.

والمقصود من كل هذا إثباتُ رؤيتهم، وأن مقال الإمام الشافعي غير مطابق للواقع ولا موافق للدليل.

[فصل]

الفائدة الرابعة: قال ابن حجر الهيثمي في «فهرسته» (٢)، عقب الحديث المسلسل بالمشابكة: واعلم أن شيخنا العارف بالله تعالى الشمس بن أبي الحمائل كان يذكر أنه اجتمع بجنيّ تابعي [مِن أصحاب] (٣) بعض الجن الصحابة الذين اجتمعوا بالنبي وأقرأهم بعض القرآن. وكان شيخُنا يقول لمن يعتني به من أصحابه: أجَزْتُك بما أجازني به شيخي فلانٌ الجني التابعي، مما أجازه به شيخه فلان الجني الصحابي، وكذا تلقيناه عنه.


(١) «العظمة» لأبي الشيخ ٥/ ١٦٨٦.
(٢) «معجم شيوخ ابن حجر الهيتمي» اللوحة ٢٤ (مخطوط).
(٣) ساقطة من أصل المؤلف وإثباتها من أصل «معجم شيوخ ابن حجر» اللوحة ٢٤، (مخطوط).

<<  <   >  >>