للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسور بعد مفصلات … محرمات ومحللات

يأمر بالصلاة والزكاة … ويزجر الأقوام عن هنات

قد كن في الأنام منكرات

قلت له: من أنت يرحمك الله؟ قال: أنا مالك بن مالك الجني، بعثني رسول الله على جن نجد. قلت: أما لو كان لي من يَردّ إبلي هذه إلى أهلي، لأتيتُه حتى أُسلم. قال: فأنا أوديها إلى أهلك سالمةً فركبت بعيرا منها، ثم قدمت المدينة، فإذا النبي على المنبر، فلما رآني قال: «ما فعل الشيخ الذي ضمن لك أن يرد إبلك إلى أهلك سالمة؟ أما إنه قد أداها إلى أهلك سالمة». فهذا أيضا اسم آخر.

وقد ذكر الحافظ في «الإصابة» جماعةً منهم لا أستحضر الآن أسماءهم (١).

أما أسماء الجنّ الذين روى عنهم المتأخرونَ حسبما بلغنا، فشمهروش ونقدر اسمه عبد الرحمن، ومنهم عبد المؤمن، وميمون، وعبد الله، وعبد الوهاب الجزري، والقاضي مهنية، وغنام، كما سيأتي. وكثير منهم يروي عنهم بدون تعيين أسمائهم.

فصل:

[الفائدة الثالثة: في إثبات رؤية الإنس لهم والاجتماع بهم والأخذ عنهم]

فقد أنكر المعتزلة ذلك لغير الأنبياء أو في غير زمانهم، ونُقل عن الإمام الشافعي ذلك أيضا، وقال به كثير من مُقلّديه، قال ابن عساكر في كتاب «سبب الزهادة في الشهادة» (١): وممن تُردّ شهادته ولا تُسلم له عدالته من يزعم أنه يرى الجن عيانا ويدعي أن له منهم سماعا، كتب إلي أبو علي الحسن بن أحمد الحداد- من أصبهان-، قال: أخبرني أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، حدثنا محمد بن عبد الرحمن التسترى، ثنا يحي بن أيوب العلاف، سمعت بعض أصحابنا- قال التستري: أظنه حرملة-: سمعت الشافعي يقول: من زعم أنه يرى الجن أبطلنا شهادته لقول الله تعالى في كتابه


(١) عزاه إليه الشبلي في «آكام المرجان» ص ٤٢.

<<  <   >  >>