الحبيب السجلماسي، وعلي الزعتري، وعارف فتني، وجماعة سيأتي ذكرهم في مؤلف الحافظ أحمد بن الصديق الذي نحققه.
فملئت كتب الأثبات من المتأخرين بالرواية عنهم، وأكثر أهل العلم لا يقبلونها ولا يرتضونها، ولا يعتدون بها.
• وقد جمع العلامة أبو الفيض محمد مرتضى الزبيدي كتابا في الباب سماه «مسند الجن»، ذكره المؤلف في الفائدة الثامنة من هذا الكتاب وقال:«و لم نقف عليه». وذكر المؤلف أيضا في كتابه «المثنوني والبتار»«مسند الجن» لأبي العباس المنصوري، وأنا أظن أن أبا العباس المنصوري هو أحمد بن الصديق نفسه وإنما أبهمه هنا تدليسا على عادة المحدثين في الإغراب أو لغرض آخر، والله أعلم.
وللعلامة المحدث عبد الحي الكتاني كتابان في رواية الإنس عن الجن وخاصة روايتهم عن شمهروش، الأول:«مواهب الرحمن في صحبة القاضي أبي محمد عبد الرحمن» يعني شمهروش، والثاني:«المحاسن الفاشية عن الآثار الشمهروشية». وكلاهما مخطوط، اطلعت على الأول فإذا هو مليء بالفوائد الحسان. مع أنه ﵀ في (فهرس الفهارس) كان يستغرب رواية الإنس عن الجن كما في ترجمة بصري المكناسي (١) وفي غيرها، فهو إذن معدود من الذين لا يحفلون بالرواية عن الجن وإن أطال في ذكر مروياته من طرقهم للتبرك وربما الإغراب كما يأتي بيانه والله أعلم.
• وممن أنكر هذا النوع من الإسناد المؤلفُ نفسه جامع مسند الجن، فقال في كتابه هذا:«فلا شك أنّ في من ادعى التعمير من الجن من هو كذاب مثلهم، بل الجن أولى بذلك لعدم التحقق من عدالتهم والتمييز بينهم وبين الشياطين الكذابين المضلّين. فلهذا لا يُعتمد على روايته من روى عنهم في العصور المتأخرة من بعد القرن التاسع إلى أواخر القرن الثالث عشر». اهـ.