للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فصل: وقد قاتل كل من عمر بن الخطاب وعمار بن ياسر الشيطان:

أما عمر فقال ابن أبي الدنيا في «مكايد الشيطان» (١): حدثنا علي بن الجعد، قال: أخبرني عكرمة بن عمار، عن عاصم، قال حدثني زر، قال: سمعت عبد الله - يعني ابن مسعود - يقول: خرج رجل من أصحاب رسول الله فلقي الشيطان فاتخذا فاصطرعا فصرعه الذي من أصحاب رسول الله ، فقال الشيطان: أرسلني أحدثك حديثا عجيبا يعجبك. قال: فأرسله، قال: فحدثني، قال: لا، قال: فاتخذا الثانية فاصطرعا فصرعه الذي من أصحاب رسول الله فأرسله، فقال: حدثني، فقال: لا، فاتخذا الثالثة فصرعه الذي من أصحاب رسول الله ثم جلس على صدره وأخذ بإبهامه يلوكها، فقال: أرْسِلني، فقال: لا أرسلك حتى تحدثني، قال: سورة البقرة، فإنه ليس منها آية تقرأ في وسط شياطين إلا تفرقوا، ولا تُقرأ في بيت فيدخل ذلك البيت شيطان. قالوا: يا أبا عبد الرحمن من ذلك الرجل؟ قال: فمن ترونه إلا عمر بن الخطاب .

قلت هذا سند على شرط مسلم، وله سند آخر على شرط البخاري، أخرجه أبو نعيم في «الدلائل» (٢) من طريق عفان، ثنا حماد بن سلمة، عن عاصم به نحوه.

وأما عمار، فقال ابن أبي الدنيا (٣): حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي، عن الحسن عن عمار بن ياسر قال: قاتلتُ مع رسول الله الجن والإنس. قيل: وكيف قاتلت الجن والإنس؟ قال: كُنا مع رسول الله في سفر، فنزلنا منزلا فأخذت قربتي ودلوي لأستسقي، فقال رسول الله : «أما إنه سيأتيك على الماء آت يمنعك منه»، فلما كنتُ


(١) «مكايد الشيطان» لابن أبي الدنيا ص ٨٣.
(٢) «دلائل النبوة» ص ٣٦٩.
(٣) «مكايد الشيطان» لابن أبي الدنيا ص ٨٦.

<<  <   >  >>