للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على رأس البئر إذا رجل أسود كأنه مرسٌ (١) فقال: والله لا تستسقي منها اليوم ذنوبا واحدا، فأخذني وأخذتُه فصرعته، ثم أخذت حجرا فكسرت به وجهه وأنفه، ثم ملأت قربتي فأتيتُ رسول الله فقال: هل أتاك على الماء من أحد؟ فقلت: نعم، فقصصت عليه القصة، قال: «أتدري من هو؟» قلت: لا، قال: «ذاك الشيطان». وأخرجه أيضا ابن سعد في «الطبقات» (٢) وابن راهويه في «مسنده» (٣)، وسنده صحيح.

وقال أبو نعيم في «الدلائل» (٤): حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر هو أبو الشيخ بن حيان، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم، حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الحسين، عن حميد بن هلال، عن الأحنف بن قيس قال: قال علي بن أبي طالب: والله لقد قاتل عمار بن ياسر الجن والإنس على عهد رسول الله . فقلنا: هذا الإنس قد قاتل، فكيف الجن؟ قال: كنا مع رسول الله في سفر فقال لعمار: «انطلق فاستقِ لنا من الماء»، فانطلق فعرض له الشيطان في صورة عبد أسود، فحال بينه وبين الماء، فأخذه فصرعه عمار، فقال له: دعني وأُخلي بينك وبين الماء ففعل ثم أتى فأخذه عمار الثانية فصرعه فقال: دعني وأُخلي بينك وبين الماء فتركه، فأتى فصرعه فقال له مثل ذلك، فتركه فوفى له. فقال رسول الله : «إِن الشيطان قد حال بين عمار وبين الماء في صورة عبد أسود، وإن الله أظهر عمارا به»، قال علي: فلقينا عمارا فقلت: ظهرَتْ يداك يا أبا اليقظان، فإن رسول الله قال كذا وكذا، فقال: أما والله لو شعرت أنه شيطان لقتلته، ولكني هممت أن أعض بأنفه لولا نتن ريحه.


(١) قال الخليل بن أحمد في كتاب «العين» ٧/ ٢٥٣: «ورجل مَرِس: شديد الممارسة ذو جلد وقوة.» اه
(٢) «الطبقات الكبرى» لابن سعد ٣/ ١٩٠.
(٣) «المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية» للحافظ ابن حجر ١٦/ ٢٩١.
(٤) لم أجده في النسخة المحققة من «دلائل النبوة»، وعزاه إلى أبي نعيم وأطلق الشبلي في «آكام المرجان» ص ١٧١.

<<  <   >  >>