للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جعلني رسول الله على صدقة المسلمين، فجعلتُ التمر في غرفة، قال: فوجدتُ فيه نقصانا، فأخبرت رسولَ الله بذلك فقال: «هذا الشيطان يأخذه»، فدخلت الغرفة وأغلقت الباب، فجاءت ظلمة عظيمة فغشِيَتِ الباب، ثم تُصور في صورة، ثم تُصور في صورة أخرى فدخل من شق الباب، فشددت إزاري عليّ، فجعل يأكل من التمر، فوثبت عليه فضبطته فالتفت يداي عليه، فقلت: يا عدو الله، فقال: خل عني، فإني كبير ذو عيال وأنا فقير وأنا من جن نصيبين، وكانت لنا هذه القرية قبل أن يُبعث صاحبكم، فلما بعث أُخرجنا منها، فخلّ عني فلن أعود عليك. فخليته. وجاء جبريل فأخبر رسول الله بما كان … الحديث، وفيه: أنه عاد مرة أخرى يعمل معه مثل ذلك فقال: لن أعود، وآية ذلك أنه لا يقرأ أحد منكم خاتمة البقرة فيدخل أحد منا بيته تلك الليلة.

ورواه أيضا الطبراني (١) والحاكم (٢) وأبو نعيم (٣) والبيهقي (٤) في «الدلائل».

قلتُ: وقد وقع لي ما هو قريب من هذا، وذلك أني وضعت ليلة قطعة فضة بعشرة فرنكات على مكتب صغير أضع عليه الكتب عند المطالعة، وهو موضوع أمام فراش نومي، ثم أطفأت النور الكهربائي، ووضعت رأسي على المخدة للنوم، وكان وقت المصيف فتركت شباكا بوسط الدار مفتوحا، فلم تمض هنيهة حتى رأيتُ شبحا داخلا من الشباك المذكور، وقصد نحوي فقمت فزعا وأوقدتُ النور فوجدت الزوجة مرعوبةً وقد رأت هي مثل ما رأيتُ، وصرنا نتعجب، ثم رميت بصري إلى الموضع الذي وضعت فيه القطعة المذكورة، فلم أجدها فصرت أبحث عنها و لم يمض على وضعها في الموضع المذكور إلا برهة من الزمان، فلم أجد لها أثرا.


(١) «المعجم الكبير» للطبراني ٢٠/ ٥١.
(٢) «المستدرك» للحاكم ٧٥١/ ١.
(٣) «دلائل النبوة» لأبي نعيم ص ٦٠٠.
(٤) «دلائل النبوة» للبيهقي ٧/ ١٠٩.

<<  <   >  >>