للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حدثنا خالد بن النضر، ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، ثنا عبد الله بن كثير بن جعفر بن كثير الأنصاري الزرقي، ثنا كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جده، عن بلال بن الحارث، قال: خرجنا مع رسول الله في بعض أسفاره، فخرج لحاجته، وكان إذا خرج لحاجته يُبعد فأتيته بإدارة من ماء، فانطلق فسمعت عنده خصومة رجال ولغطا لم أسمع مثلها، فجاء فقال: «بلال؟» فقلت: بلال، قال: «أمَعَك ماء؟» قلت: نعم، قال: «أصبتَ»، وأخذه مني فتوضأ، فقلت: يا رسول الله، سمعت عندك خصومة رجال ولغطا ما سمعت أحد من ألسنتهم، فذكر مثله.

ورواه ابن ماجه (١) - مختصرا - فاقتصر منه على حديث: «كان إذا ذهب لحاجته أبعد».

وكثير بن عبد الله بن عمرو المزني ضعفوه (٢)، وقال ابن حبان (٣): له عن أبيه عن جده نسخة موضوعة.

لكن روى له الترمذي (٤) حديثَ: «الصلحُ جائز بين المسلمين» ثم صححه، قال الذهبي (٥): ولهذا لا يعتمد العلماء على تصحيح الترمذي. قلتُ: اعتمد على كلام البخاري فيما يظهر، فقد قال في كتاب «العلل» (٦): قلت لمحمد: حديث كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده في «الساعة التي ترجى في يوم الجمعة» كيف هو؟ قال: حديث حسن، إلا أن أحمد كان يحمل على كثير يُضعفه، وقد روى يحي بن سعيد الأنصاري عنه. اه


(١) ((سنن ابن ماجه)) ح ٣٣٦.
(٢) انظر ((الكامل في ضعفاء الرجال)) لابن عدي ٧/ ١٨٧، و ((ميزان الاعتدال)) للذهبي ٣/ ٤٠٧.
(٣) كتاب ((المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين)) لابن حبان ٢/ ٢٢١.
(٤) في ((سننه)) ح ١٣٥٢ عن عمرو بن عوف.
(٥) «ميزان الاعتدال للذهبي ٣/ ٤٠٧.
(٦) حسبما نقله عنه المزّي في تهذيب الكمال» ٢٤/ ١٣٩.

<<  <   >  >>