للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وهذا أشرف ظل وأعلاه، ظل عرش الرحمن ﷿، وفي قوله لا ظل إلا ظله قال القرطبي: فإن قيل حديث المرء في ظل صدقته حتى يقضي الله بين الخلائق وحديث سبعة يظلهم الله يدل على أن في القيامة ظلالا غير ظل العرش بحسب الأعمال تقي أصحابها حر الشمس والنار وأنفاس الخلائق ولكن ظل العرش أعظمها وأشرفها يخص الله به من شاء من عباده الصالحين …

ويحتمل أنه ليس هناك إلا ظل العرش .. ولكن لما كانت تلك الظلال لا تنال إلا بالأعمال وكانت الأعمال تختلف حصل لكل عامل ظل يخصه من ظل العرش بحسب عمله (١).

وأقول لربما تكون هذه الظلال وقت الانتظار قبل نزول الرب جل وعلا واستظلال البعض بظل عرشه، فإذا استظلوا بظله، استغنوا به عن كل ظل، قال فيما يرويه عن رَبِّهِ :

«حَقَّتْ محبتي على الْمُتَزَاوِرِينَ في وَحَقَّتْ محبتي على المتبَاذِلِينَ فيّ على مَنَابِرَ من نُورٍ يَغْبِطُهُمْ بِمَكَانِهِمُ النَّبِيُّونَ وَالصِّدِّيقُونَ» (٢).

* * *


(١) انظر شرح الزرقاني ج ٤/ ص ٤٣٦.
(٢) مسند أحمد بن حنبل ج ٥/ ص ٣٢٨ ورقمه ٢٢٨٣٤. وقال الأرناؤوط إسناده صحيح، رجاله ثقات.

<<  <   >  >>