وقد رأينا حال أدنَى أهلِ الجنةِ منْزلةً من غير الجهنميين، وهو الذي كان يحبو على الصراط وما ناله من ملك عظيم .. فكيف بأعلاهم منزلة؟
قال كعبٌ ﵁(إنَّ الله ﷿ جعلَ داراً فجعلَ فيها ما شاء من الأزواجِ والثمراتِ والأشربةِ ثم أطبقَها ثم لم يَرَها أحدٌ من خلْقِه لا جبريلُ ولا غيرُه من الملائكةِ ثم قرأ ﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [السجدة: ١٧] قال وخلَقَ دون ذلك جنَّتيْن وزيَّنَهما بما شاء وأراهُما مَنْ شاء من خلقِه ثم قال مَنْ كان كتابُه في عِليِّينَ نزلَ تلك الدارَ التي لم يَرَها أحدٌ حتى إنَّ الرجُلَ من أهلِ عِلَّيِّينَ لَيخرجُ فيسيرُ في مُلكِه فما تبقَى خيمةٌ من خِيَمِ الجنةِ إلا دخلَها من ضوءِ وجهِه فيستبشرون بريحِه فيقولون واهاً لهذا الريحِ هذا رجلٌ من أهل عِلِّيِّينَ قد خرجَ يسيرُ في مُلكِه)(١).
فياللهِ أيُّ نعيمٍ هذا وأيُّ مُلكٍ .. اللَّهُمَّ إنَّا نسألُك الفردوسَ الأعلَى من غيرِ سابقةِ عذابٍ ولا سابقةِ حسابٍ .. اللَّهُمَّ آمين .. آمين.
* * *
(١) جزء من حديث انظر صحيح حادي الأرواح ص ٢٨١. وقد صححه الألباني في صحيح الترغيب ورقمه ٣٧٠٤.