للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

غالبًا ما يفتي بآرائه في مسائل كالطلاق - وغيرها من المسائل الفقهية - حتى أنه امتحن وأُذِيَ بسبب ذلك (١).

ولا ننسى أن نذكر أنَّ الفضل الأول في ولوج ابن كثير إلى مجال الإفتاء يرجع إلى شيخه ابن القلانسي، إِذْ أَذِنَ له بالإفتاء بعد أن رأى نضج علمه، وتبحره في الفقه والشريعة، وتهيئه للفتوى (٢)؛ فكان ابن كثير عند حسن ظَنِّ شيخه أن اشتغل بالإفتاء وتصدَّره حتى اشتهر بين الناس بفتاويه الدقيقة التي تدل على تضلعه في الفقه.

ولم تَمُرُّ مدة طويلة حتى أصبح الحافظ ابن كثير من كبار المفتين بدمشق، وانتشرت أوراق فتواه وطارت في البلاد (٣)؛ وصارت ترسل إليه الفتاوى - لبيان حكم الشرع فيها - والقضايا المهمة الخطيرة من الحكام والقضاة، وغيرهم.

وهذا يدلُّ على معرفة ابن كثير الواسعة بالأحكام الشرعية، وتمكنه من الفقه، وإخلاصه في العمل (٤) حتى أنَّ أقرانه ومعاصريه أشادوا به في مصنفاتهم، ووصفوه بـ (الإمام المفتي)، و (المفتي البارع)، و (الفقيه المفتي) (٥).

[والخطابة]

تعلَّم الحافظ ابن كثير العربية وأتقنها، وكانت له مشاركة جيدة فيها، واطلاع كبير على العلوم الشرعية والعربية حتى ترقَّى فيهما، وكان لهما الأثر الكبير - فيما بعد - في لغته الخطابية.


(١) ذيل تذكرة الحفاظ لأبي المحاسن الدمشقي (٣/ ٣٨) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (٣/ ١١٥).
(٢) الإمام ابن كثير للندوي (ص: ١٤٨).
(٣) إنباء الغمر لابن حجر (١/ ٤٦)، ابن كثير الدمشقي للزحيلي (ص: ١٠٨)، مقدمة كتاب البداية والنهاية لابن كثير (١/ ٥٥).
(٤) ابن كثير الدمشقي للزحيلي (ص: ١٠٩)، مقدمة كتاب البداية والنهاية لابن كثير (١/ ٥٥).
(٥) الدرر الكامنة لابن حجر (١/ ٢١٨)، إنباء الغمر لابن حجر (١/ ٤٦)، ذيل طبقات الحفاظ للسيوطي، (٣/ ٢٣٩)، مقدمة كتاب البداية والنهاية لابن كثير (١/ ٥٥).

<<  <   >  >>