للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وذَيَّلَ على كتاب شيخه علم الدين البرزالي (١) المسمَّى: (المقتفي لتاريخ أبي شامة (٢))، بكتابه (البداية والنهاية)، وفرغ من الانتقاء منه في سنة (٧٥١ هـ) (٣).

وفي أواخر أيامه أَجْهَدَ نفسه في الجمع، والقراءة، والاطلاع، والكتابة، والتصنيف، وشرح المتون حتى ضعف بصره وكُفَّ، وهو يصنّف كتابه (جامع المسانيد والسنن) (٤).

وقد أثمر جهده وتعبه في سبيل نشر العلم؛ أن انتشرت تصانيفه في شتَّى البلاد، وتناقلها الناس في حياته وبعد مماته، وانتفعوا بها كثيرًا، ولا سِيَّمَا كتابه (التفسير) (٥).

[هـ. الإفتاء]

من المهام الجسيمة التي نهض بها الحافظ ابن كثير مهمة الإفتاء، وتوظيف علمه لخدمة الناس، وتقديم خبراته وعلمه للمحيطين به، وله قدوة حسنة في شيخه ابن تيمية الذي تصدَّر للإفتاء في مصر والشام - وترك لنا أثرًا خالدًا - ولا شك أنَّ ابن كثير تأثر به في هذا المجال الرحب، والميدان الفسيح، وكان


(١) علَم الدين البرزالي هو: أبو محمد القاسم بن يوسف البرزالي. انظر: ترجمته في شيوخ المؤلف (ص: ٦٤).
(٢) أبو شامَة هو: أبو القاسِم عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المَقْدسيُّ، العلامة، الإمام، الفقيه، المقرئ، المؤرخ، النحوي، وُلِيَ مشيخة القُرَّاء بالتربة الأشرفية، ومشيخة الحديث، أصله من القُدس، وُلِدَ في دمشق، مات عام (٦٦٥ هـ). الدارس للنعيمي (١/ ١٨). ابن شاكر الكتبي: محمد بن شاكر الكتبي، فوات الوفيات، دار صادر، بيروت، ط ٣، ١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م (٢/ ٢٧٠).
(٣) البداية والنهاية لابن كثير (١٦/ ٢٨٥)، شذرات الذهب لابن العماد (٥/ ٤٥٨).
(٤) الإمام ابن كثير وأثره في علم الحديث لآل شلش (ص: ٥٦).
(٥) الدرر الكامنة لابن حجر (١/ ٢١٨)، البدر الطالع للشوكاني (١/ ١٢١)، الإمام ابن كثير وأثره في علم الحديث لآل شلش (ص: ٥٥ - ٥٦).

<<  <   >  >>