٢٦٨٢٤ - عن صفوان بن عسّال، قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأنشَأ يحدِّثُنا:«إنّ للتوبة بابًا عرضُ ما بينَ مصراعَيْه ما بين المشرق والمغرب، لا يُغلَقُ حتى تطلُعَ الشمس من مغربها». ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {يوم يأتي بعض آيات ربك} الآية (١). (٦/ ٢٧٤)
٢٦٨٢٥ - عن عبد الله بن عمرو، قال: حفِظتُ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّ أول الآيات خروجًا طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة ضُحًى [٢٤٤٣]، فأيتُهما كانت قبل صاحبتِها فالأُخرى على أثرِها.
٢٦٨٢٦ - ثم قال عبد الله [بن عمرو]-وكان قرأ الكتب-: وأظنُّ أولَهما خروجًا طلوع الشمس من مغربها، وذلك أنها كلما غرَبتْ أتَتْ تحت العرش، فسجدتْ، واستأذَنَتْ في الرجوع، فأُذِنَ لها في الرجوع، حتى إذا بدا لله أن تطلُع عن مغربها فعَلت كما كانت تفعل؛ أتت تحت العرش، فسجدتْ، واستأذنتْ في الرجوع، فلم يُرَدَّ عليها شيء، ثم تستأذنُ في الرجوع، فلا يُرَدَّ عليها شيء، حتى إذا ذهَب من الليل ما شاء الله أن يذهب، وعرَفت أنّه إن أُذِن لها في الرجوع لم تدرك المشرق قالت: ربِّ، ما أبعدَ المشرق! مَن لي بالناس؟ حتى إذا صار الأفق كأنه طَوْقٌ استأذنتْ في الرجوع، فيُقال لها: من مكانِك فاطلُعي. فطلعتْ على الناس مِن مغربها. ثم تلا عبد الله هذه الآية: {لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت
[٢٤٤٣] وجَّه ابنُ كثير في البداية والنهاية (١٩/ ٢٥٤) ذلك بقوله: «أي: أول الآيات التي ليست مألوفة، وإن كان الدجال ونزول عيسى - عليه السلام - من السماء قبل ذلك، وكذلك خروج يأجوج ومأجوج، فكل ذلك أمور مألوفة؛ لأنهم بشر، مشاهدتهم وأمثالهم معروفة مألوفة، فأما خروج الدابة على شكل غير مألوف، ومخاطبتها الناس، ووسمها إياهم بالإيمان والكفر؛ فأمر خارج عن مجارى العادات، وذلك أول الآيات الأرضية، كما أنّ طلوع الشمس من مغربها أول الآيات السماوية، فإنها تطلع على خلاف عادتها المألوفة».