[نتيجة الدراسة]
[تحصل من تلك الدراسة صحة الوجوه الستة وهي]
الوجه الأول: الأذان.
ودل عليه قوله تعالى: {وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا} [المائدة: ٥٨].
وقوله تعالى: {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ} [الجمعة: ٩]، ومأخذه السياق القرآني لاقتران النداء في الآيتين بالصلاة.
الوجه الثاني: الدعاء. ودل عليه قوله تعالى: {إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا} [مريم: ٣]، وقوله تعالى: {وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ} [الأنبياء: ٧٦]. وقوله تعالى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ} [الأنبياء: ٨٣]، ومأخذه السياق القرآني.
الوجه الثالث: التكليم. ودل عليه قوله تعالى: {وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ}
[مريم: ٥٢]، وقوله تعالى: {وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا} [القصص: ٤٦]، وتم التنبيه على منهج أهل السنة في كلام الله تعالى، ومأخذه تفسير الشيء بلازمه، والأولى في هذا الوجه بمثاليه أن يكون: كلام الله تعالى.
الوجه الرابع: الأمر. ودل عليه قوله تعالى: {وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الشعراء: ١٠]، ومأخذه السياق القرآني وهو الأمر بإتيان القوم الظالمين.
الوجه الخامس: النفخ في الصور.
ودل عليه قوله تعالى: {وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ} [ق: ٤١]، ومأخذه
السياق القرآني.
الوجه السادس: الاستغاثة. ودل عليه قوله تعالى: {وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ}
[الأعراف: ٥٠]، وقوله تعالى: {وَنَادَوْا يَامَالِكُ} [الزخرف: ٧٧]، ومأخذه تفسير الشيء بسببه لأن سبب النداء الاستغاثة.
وأما الوجه السابع: الوحي. ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا
عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ} [الأعراف: ٢٢].
فقد تقدم عرض الخلاف وترجيح أئمة أهل السنة والجماعة بأن النداء هنا التكليم وعود هذا
المثال إلى الوجه الثالث.