للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال أبو سالم العياشي في «مسالك الهداية» (١)، في شيخه الخامس من المشارقة (٢) بعد أن روى عنه، عن يس المحلي، عن شمهروش، عن النبي جَميعَ ما أُسند في الكتب الستة ما نصه: وهذا من الأسانيد الغريبة، وإن كان بعض أئمة الحديث يُنكر مثل هذا من المرويات، لكن جرت عادتهم برواية ما كان مثل هذا مع إنكاره، كأحاديث المعمر والخضر، وحيث كان القصد التبرك لا الاحتجاج، فلا بأس بمثل ذلك. اهـ

قال محمد بن أحمد عقيلة المكي في «مسلسلاته» (٣) عقب الحديث المسلسل بالفاتحة من طريق شمهروس، ما نصه: ولما كان هذا الحديث ليس فيه شيء من الأحكام، بل هو أمرٌ يُتبرك به، قبله الأعلام بهذا السند، ولو كان من الأحكام الشرعية والاستنباطات الفرعية لما قبل هذا السند وفيه ما فيه. اهـ

وقال مرتضى الزبيدي في «الفوائد الجليلة بتغليق مسلسلات عقيلة» (٤) عقب المسلسل المذكور ما نصه: وما رأيت لأحد من الحفاظ المتقدمين كلاما في القاضي شمهروش، ولا نبه على لقيّه به ، ولكن الجن كانت تجتمع به وتأخذ عنه، وهذا كله وإن لم يُفد شيئا على طريقة المحدثين وعلماء الظاهر، لكنه يفيد عند أرباب الباطن الذين الهموا صدق ذلك الجني فيما أخبر به، ويفيد هؤلاء الملهمين التبرك والانتظام في سلك هذا السند. اهـ وهو كلام ابن حجر السابق.

وقال أيضا في «ألفية السند» (٥) له:

ومثله إن لم يكن معتبرا … لكنه يُذكر حتى يُنظرا

تبركا بالسند الغريب … وليس في السياق بالمعيب


(١) مطبوع باسم «اقْتِفَاءِ الأَثَرِ بَعْدَ ذَهَابِ أهْلِ الأَثَر» لأبي سالم العياشي ص ١٣٠.
(٢) وهو عبد الجواد بن إبراهيم الطريني المتوفى عام ١٠٧٣ هـ، كما في «هدية العارفين» ١/ ٥٠١.
(٣) «الفوائد الجليلة في مسلسلات ابن عقيلة» ص ٨٥.
(٤) المسماة «التعليقة الجليلة بتغليق مسلسلات ابن عقيلة» للزبيدي اللوحة ١٢ (مخطوط).
(٥) «ألفية السند» للزبيدي ص ٩٠ - ٩١.

<<  <   >  >>